أخبار مصرتوبمنوعات

نسائم الجمعة .. معنى اسم الله « الصمد »

كتب- أحمد أبو زيد

قال تعالى : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ.

الصمد: فسر بمعنيين عند العلماء: أحدهما: أنه الذي لا جوف له، ليس من جنس المخلوقين.

فـ  المخلوق له جوف يأكل ويشرب ويطعم، والله لا جوف له مصمت.

وفُسر الصمد بمعنى آخر: وهو أنه تصْمُد إليه الخلائق في حاجاتها، وترجوه، وتسأله، وتضرع إليه في حاجاتها سبحانه.

وكله حق، هو الصمد لا جوف له، وهو الصمد ترفع إليه الحاجات -جل وعلا-: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ [الإخلاص: 1-2]

والله سبحانه هو الذي يقصد من جميع الخلائق … طلب الحاجة وهو سبحانه ….. لا يطعم، ولا يحتاج إلى طعام، ولا إلى شراب، وليس من جنس المخلوقين …. أو يحتاج إلى غداء، بل هو الغني عن كل ما سواه، وهو يطعم ولا يطعم .

وفسر الإمام الشعراوي اسم الله “الصمد” بأنه السيد الكامل الذي يَرْجع إليه الخلائق في حوائجهم، ولا يحتاج إلى أحد، بل هو الذي يُطعِم ولا يُطعَم، ولا يأكل طعامًا ولا يشرب شرابًا، فهو الغني عن كل شيء والمفتقر إليه كل شيء.

عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: «قال الله تعالى: كذَّبني ابنُ آدمَ ولم يكُنْ له ذلك، وشتمَني ولم يكُنْ له ذلك، أما تكذيبُه إياي أن يقولَ: إني لن أُعيدَه كما بدأتُه، وأما شتمُه إياي أن يقولَ : اتخَذ اللهُ ولدًا، وأنا الصمدُ الذي لم ألِدْ ولم أولَدْ، ولم يكُنْ لي كفُؤًا أحدٌ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ»

عن بريدة بن الحصيب قال: «سَمِعَ النبيُّ صلّ الله عليه وسلم ، رجلاً يدعو وهو يقولُ: اللهم إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إلَه إلا أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ أن تغفرلي و ترحمني إنك أنت الغفور الرحيم.

قال رسول الله  صلّ الله عليه وسلم، والذي نفسي بيدِه لقد سألَ اللهُ باسمِه الأعظمِ الذي إذا دُعيَ به أجابَ وإذا سُئِلَ به أعطى.»

عن أبي سعيد الخدري قال: «قال النبيُّ صل ّ الله عليه وسلم ،لأصحابه : أيعجز أحدُكم أن يقرأ ثلثَ القرآنِ في ليلةٍ ؟ فشقَّ ذلك عليهم وقالوا : أينا يطيقُ ذلك يا رسولَ اللهِ ؟ فقال : اللهُ الواحدُ الصمدُ ثلثُ القرآنِ»

قال ابن كثير: «عن ابن عباس: هو السيد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه، والعليم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله سبحانه، هذه صفته لا تنبغي إلا له، ليس له كُفء، وليس كمثله شيء، سبحان الله الواحد القهار.»

قال القرطبي: «الله الصمد أي الذي يصمد إليه في الحاجات.»

وقال ابن القيم أيضًا في نونيته:

وهو الإله السيد الصمد الذي .. صمدت إليه الخلق بالإذعان

الكامل الأوصاف من كل الوجوه .. كماله ما فيه من نقصان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى