توبكُتّاب وآراء

سامي صبري يكتب لـ «30 يوم» : قرار خاطئ في موعد خاطئ

كثير من الأزمات تكون ناتجة عن قرار غير صائب أو متعجل يتخذه مسئول ما فى القطاع الحكومى أو الخاص، وزيرا كان أو رئيس مجلس إدارة، دون مراعاة لآثاره السلبية اجتماعيا، وتكون النتيجة ظالمة، ومدمرة ومشوهة للنظام برمته… وهو ما يحدث الآن مع طلاب معهد الهندسة بالجامعة الكندية فرع الشيخ زايد.

قبل شهرين تقريبا، صدر قرار خفى بنقل طلاب كلية الهندسة بالمعهد الكندى بزايد CIC وضمهم إلى فرع التجمع الخامس، تمهيدا لتحويل المعهد الحالى إلى كلية علوم الكمبيوتر، وعندما علم الطلاب واولياء امورهم رفضوا القرار، وسارعت الإدارة بالنفى؛ رغم قيامها برفع اللوحات الهندسية للطلاب وتغيير غرف المحاضرات، لاستقبال لجنة معاينة الموقع ومدى جاهزيته للكلية الجديدة.

استشعر الطلاب وأولياء امورهم الخطر؛ فكتبوا شكاوى لرئاسة الحمهورية ومجلس الوزراء والرقابة الادارية، ولامتصاص الغضب؛ سارعت الإدارة بارسال بيان موقع باسم نائبة المعهد فى 18 يونيو الماضى على البريد الاليكترونى للطلاب، يفيد بأنه لاصحة لذلك ولم يتم إخطار الطلاب بأى قرار، وعلى الجميع تحرى الدقة وعدم تلقى المعلومات من السوشيال ميديا!! هكذا يكذبون؟ رغم أن القرار صدر بالفعل من رئيس المجلس الاعلى لشئون المعاهد الخاصة!

وفى خطوة للتحايل، أصدرت الإدارة قرارا فى 12 أغسطس الحالى بفتح باب التحويل من معهد زايد إلى معهد التجمع لمن يرغب، وتعهدوا بأن النقل لن يضر بالطالب ولا بالمواد الدراسية ولا بالنتائج مع عمل المقاصات اللازمة بمعرفة لجنة من أعضاء هيئة التدريس واعتمادها من وزارة التعليم العالى ( هذا طبعا على خلاف الحقيقة ).

أولياء الأمور يؤكدون أن عملية النقل إجبارية لجميع الطلاب وليس لمن يرغب فقط، وأن مقر المعهد يجرى تحويله فعلا وواقعا لكلية علوم الكمبيوتر؛ الأمر الذى يكبد الطلاب وأولياء الأمور مصاريف إضافية، فضلا عن بعد المسافة من زايد إلى التجمع، ناهيك عن الارتباك الناتج عن تضارب واختلاف اللوائح بين المعهدين حيث سيتم التعامل بلائحة 2023، ومن ثم إلغاء موادر درسها الطلاب بفرع زايد، وإضافة مواد أخرى، كما سيتم تصفير GBA لطلبة زايد، وهذا ظلم، والأكثر تضررًا الدفعة التى ستتخرج العام القادم ثم التى تليها وبالتالى لن يتخرج الطلاب فى الموعد المحدد.

الطلاب يستغيثون مجددا بالرئيس عبدالفتاح السيسى؛ لإنقاذهم من هذه الورطة، ويطالبون بإعادة النظر فى القرار أو الانتظار حتى تتخرج دفعة العام المقبل لانها الأكثر تضررًا وما تليها من دفعات.

الغريب، أن إدارة المعهد تنفى عملية النقل الإجبارى، والوكيلة تؤكد عدم تحميل الطلاب مواد إضافية أو تعديل فى نظام الـ GPA، بما يعنى أن النقل سيتم، فمن يصدقون؟

الطلاب يتساءلون.. لماذا يعتاد المسئولون إصدر قرارات خاطئة فى توقيت خاطىء، ولماذا كل هذه المحاولات لإقناعهم بالتوقيع على “بيانات حالة” أو ما شابه، لإظهار الأمر وكأنه نابع من رغبتهم، وهو ما يعد تضليلًا للحقائق. وهل يحق للجامعة نقلهم فى منتصف المسيرة الدراسية إلى فرع آخر يبعد مسافة كبيرة، ويحملهم أعباء مادية ونفسية جسيمة؟

الطلاب، حائرون وتائهون، لا يعرفون أين المصير، والعام الدراسى الجديد يدق الابواب، فعند التحاقهم بالجامعة، كان قبولهم التزامًا ضمنيًّا بتوفير كل ما يلزم لإنهاء الدراسة والتخرج من الفرع الذى قبلوا به، وهو ما لا يتحقق الآن.

أمل من وزير التعليم العالى ورئيس المجلس الأعلى لشئون المعاهد الاستجابة للطلاب وأولياء أمورهم، وأن تكون هناك شفافية ومصارحة فى التعامل مع مثل هذه الملفات، وأن يعلم المسئولون أن أسلوب التحايل واللف والدوران لا يجدى مع هذه الأجيال وما بعدها… وإن لم تفعلوا؛ ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء.

.SAMYSABRY19 @GMAIL.COM

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى