توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : حلم نتانياهو

جهز بنيامين نتانياهو جيشه لاجتياح غزة، وبكل بساطة سيجتاحها، وسيحتلها، ويهجر سكانها إلى الصحراء الجنوبية، وقد يطلب من المانحين إرسال الخيام لبناء معسكرات جديدة، هو لا يدفع تكاليف حرب الإبادة التي يديرها، فهو أداة تدار، لهذا يتركونه يؤدي المهمة دون أن ينشغل بالقيمة المترتبة عليه، سلاحه يصله دون فواتير، واقتصاده يدعم بمليارات من «الأحبة» الذين يصفقون له، وخطط ما بعد الحرب، ومصير أهل غزة، ومستقبل غزة، جاهزة، وستفرض فرضاً!

 

قد يكون الاجتياح بدأ هذا الصباح، فالجيش على أهبة الاستعداد، ورئيس الأركان الذي كان محتجاً على احتلال غزة في مقدمة ذلك الجيش، هؤلاء يختلفون على بعض التفاصيل، أما النتائج فهم متفقون عليها، تشربوا فكرهم الشرير من نفس الإناء، والعجيب أنهم مع كل خطوة يسحبون العالم إلى اتجاه آخر، حتى لا يركز عليهم، ولا يعترض، وقد كانت «ألاسكا» منصة مسرحية جديرة بأن تستقطب الأنظار، وتفسر كل حركة من خلال المحللين، ابتداءً من هبوط الطائرات وحتى السجاد الأحمر، وصعود بوتين في سيارة ترامب، ومؤتمر صحفي لم يسمح للصحفيين بطرح سؤال واحد، بل سمعوا عبارات «الغزل» بين الاثنين، والمحصلة كانت «أن هناك قضيتين اختلفا عليهما، واحدة يمكن تجاوزها، والأخرى بحاجة إلى مناقشات أطول»!

 

وخلال الأيام الأخيرة التي سبقت «قمة الرأسين»، ألقى نتانياهو حجراً أثار مياه مستنقعه المخلوط بالدماء، وتحدث عن حلمه الكبير «إسرائيل الكبرى»، والتي ستضم كل أراضي فلسطين، وأجزاء من أراضي مصر والأردن وسوريا، وأسمى هذا الحلم بالمهمة التاريخية والروحية، ولن نناقشها اليوم لأنها بحاجة إلى أكثر من المرور عليها سريعاً، فالمهمة التي يتحدث عنها ليست وليدة اليوم، هو نفسه قدم خرائط في الأمم المتحدة ومؤتمراته الصحفية، وتحدث عن التوسع الواضح في تلك الخريطة المعلقة في جدران مكتبه، وقبله تحدث «بن غوريون» أول رئيس وزراء إسرائيلي، وكانوا جميعاً يتحدثون عن أرض إسرائيل «من الفرات إلى النيل».
ولنا عودة بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى