فن و ثقافةكُتّاب وآراء

سماحة سليمان تكتب لـ « 30 يوم : حالة حب مجهولة الهوية

هل يمكن أن نعشق شيئًا بلا اسم؟

هل يمكن أن نحبّ حالة لا تنتمي إلى واقعنا، بل تسكن خيالنا فقط؟

أحيانًا، نبحث عن مأوى بعيد عن ضوضاء الحياة،

عن مكان لا يعرفنا فيه أحد،

ولا نحتاج فيه إلى تبرير مشاعرنا أو الدفاع عن اختياراتنا.

هناك… في مساحة من الأحلام،

أجد نفسي أعيش حالة حب مجهولة الهوية.

أعرف أنها ضَربٌ من الخيال…

لكنني أعشق الخيال.

أحيانًا أعشق الحلم…

وأحيانًا أهرب إليه،

أعيش فيه لأنني أحيانًا أعشق الهروب.

قلبي سفينة تائهة في بحر الخيال،

وصوت النسمة كهمس الحكايات القديمة،

يداعب خصلات شعري المبعثرة،

ولا أغضب إن بعثرت ترتيبي…

فهي تعرفني كما أنا.

هو بيت أبيض فوق السحاب،

رذاذ المطر لا ينقطع،

والنسمة باردة…

ناعمة، حنونة،

وتنسج بين خصلاتي المبعثرة بلطف،

كأنها تعرف أعماق روحي.

بيت من خيال، لكنه ليس وهمًا… أبدًا.

حلم جميل،

يداعب مخيّلتي،

يوقظ الفراشات لتتراقص حولي،

ولا نحل يخيفني،

فحتى النحل هنا يقطر عسلًا.

زهوري عطرة، ألوانها تنبض،

وعطرها يبتسم…

كل شيء فيه حنون، لطيف، لا يُفسد.

لا تبريرات… لا أخطاء… لا اعتذارات.

ففي هذا الحب،

لا أحد يُؤذى… ولا أحد يُخذل.

هل هذا الحب حقيقي أم مجرد وهم جميل؟

كل شيء يلمسني بلطف…

كأشعة شمس شتوية

تدفئ ولا تحرق،

تضيء ولا تفضح.

الأشجار تحضنني بحنو،

وتداعب شعري كأمّ حنون.

حتى الماء هنا…

بارد كما الثلج،

لكنه يتسلل إلى داخلي بلذةٍ لا تؤذي،

بردٌ جميل… لا يجرح ولا يصعق.

هذا هو عالمي الخاص،

حيث لا يوجد شخص له اسم،

لكن يوجد شيء واحد فقط: العِشْق.

عشق جميل…

حتى لو سكن خيالًا.

رائحة الزهور تملأ الأفق،

وصدى ضحكتها يرقص في أذني…

وهكذا، يبقى العشق مجهولًا، لكنه حقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى