توبكُتّاب وآراء

الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : ها قد عادوا يا صلاح الدين

في نفس الوقت الذي كانت فيه دمشق مستباحة لطائرات نتنياهو وصواريخه، يخرج علينا إعلان لبرنامج يتساءل مقدمه عن «صلاح الدين الأيوبي»، ويطرح الكثير من السلبيات، محاولاً أن يلبسه إياها، تماماً كما فعل أولئك الذين قادوا حملات تشويه الرموز في تاريخنا وتراثنا الفقهي والقيادي، في مرحلة ما بعد ربيع أوباما الأسود!

ولأننا نعرف أن الذين ارتدوا عباءات الليبرالية الغربية، وحاولوا ضخ سمومها بيننا، قد فشلوا فشلاً ذريعاً، فلا هم أثّروا في قناعات أمة ثابتة مطمئنة، ولا هم وجدوا من يتبع ما طرحوا ويطرحون، لن نقف في وجه باحث عن شهرة، يسعى إلى الجلوس في مجالس أهل الفكر، بل نتركه كما تركنا غيره، بصراخهم وتزويرهم للحقائق، والاستعانة بأشخاص استعاروهم من أرفف «النكرات»، فهؤلاء لا يطاولون من يذكرونهم، وكفتهم غير متوازنة مع من يتحدثون عنهم سلباً، ويشككون في منجزاتهم، إنهم أصفار على الشمال، لا يساوون شيئاً، ولا يسمع «أزيزهم» أحد، فرموز الأمة قامات لا يرتقي إلى مقاماتها هواة التسلق! يريدون شيئاً يجادلون فيه، فهذا هو «رمادهم» الذي يذرونه في العيون، هل كان دكتاتوراً مستبداً؟ هل ساد العدل في زمانه؟

وتساؤلات لا قيمة لها، ولكن قيمة هذا الرمز، لا يمكن أن تُمس أو تُشوَّه، وشهد على ذلك الجنرال الفرنسي جورو، الذي ذهب إلى قبر صلاح الدين عام 1920 ميلادية، أي بعد 900 سنة من خروج الصليبيين منهزمين من بلاد الشام، وداس بحذائه على القبر قائلاً «ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين»، هو في دمشق، والآخرون في القدس، هناك حيث أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، عادوا بعد أن طردهم ملوكاً ورعايا غربيين غزاة محتلين لأكثر من 60 مدينة اقتسموها بينهم، فحطم أوهامهم وأحلامهم ومعتقداتهم، وأعاد الحق إلى أصحابه.

ذلك هو السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن نجم الدين الأيوبي، الذي يكفيه أنه من يشار إليه عندما يُذكر المسجد الأقصى، وعندما يُسمع اسم القدس، ويكفيه أنه جاهد طوال فترة حكمه التي استمرت 19 عاماً، ويقال إنه لم يستقر في أرض مصر، حيث مركز الحكم، أكثر من 6 أشهر متفرقة! فمن يريد أن يجادل، ننصحه بأن يتابع أخبار اليوم، وليس القرن الثاني عشر!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى