كُتّاب وآراء

حمدي رزق يكتب : نحل الإخوان الإلكتروني !!

“النحل الإلكتروني”، شبكة لا نهائية من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، تتكون من أشخاص حقيقيين وروبوتات، تُغرق منصات التفاعل الإلكتروني، بدعايات سلبية مضللة، وتستخدم في الحرب النفسية الحديثة .

النحل الإلكتروني هو الطور الإخواني المتحور من إخوان الشيطان، التنظيم الدولي لجماعة الإخوان أطلق في الفضاء الإلكتروني أسراب من النحل الإلكتروني استهدافًا للقاهرة .

طنين النحل الإخواني ، زنابير النحل ، يصم الأذان، تخفق بسرعات عالية جدًا، ما يُولد صوت الطنين الذي تصدره هذه الحشرات المطلوقة في الفضاء الإلكتروني .

وظيفة النحل الإلكتروني المسير إخوانيا، إغراق محركات البحث بسرديات إخوانية مخاتلة، تقلب الحقائق، وتزيف الوقائع، وتحتال بالمعلومات الكاذبة على عقول البسطاء ممن لا يتوفر لهم معلومات موثوقة، وعلى وقتها .

ما نواجهه مصريا، جيوش من النحل الإلكتروني الفرط صوتي، تستهدف إرباك الحالة المصرية، والتشكيك في مصداقية توجهات السياسة الوطنية، وفتن الشارع المصري من حول قيادته في مفرق وجودي .

مناحل الإخوان تنتج زنابير لاسعة ، تنتهج ما يسمى التزييف العميق، مثلا عندما تسأل ( جوجل ) عن مليارات الإخوان، يجيبك من فوره، لا توجد معلومات محددة ومؤكدة حول حجم “مليارات الإخوان” أو مصادر تمويلهم .

وإذا سألت شات جي بي تي ، يجيبك بإجابة مخاتلة ، هناك ادعاءات متكررة عن وجود مبالغ مالية كبيرة مرتبطة بالجماعة، وتضارب في وجهات النظر حول حجمها ومصادرها.

جوجل لا يكذب و جي بي تي لايتجمل، إخوان الشيطان سيطروا على محركات البحث الإلكترونية، وتمت تغذيتها بسردية إخوانية فاسدة، تربك الباحثين، وتتركهم حياري يتساءلون لا يدرون جوابا .

التنظيم الدولي لإخوان الشيطان استطاع إغراق محركات البحث بمعلومات مضللة، التزييف العميق الذي يصل قاع المحركات البحثية ، المعلومات الشحيحة التي تصدر عن منصات معنية بالبحث عن تمويلات الإخوان لا تقيم أود باحث مدقق، فضلا عن شحتها، تضاربها، والتضارب مقصود للتعمية على حجم التمويلات، والتغطية على مصادرها ، وإذا توصل باحث أريب لرقم سرعان ما فنده الإخوان، وإذا وضع يده على مصدر تبخر بين يديه .

خطورة التنظيم الدولي في غموضه، يلفه الغموض، وفي ظلام الفضاء الإلكتروني يتمدد التنظيم في الفراغ المعلوماتي .

قلنا إن الإخوان ينفقون على مخطط إسقاط مصر إنفاق من لا يخشي الفقر، لم نكن نكذب أو نبالغ، وبالأرقام الحقيقة ، إخوان الشيطان ومنذ السابع من أكتوبر، وسقوط دمشق في براثن ( جماعة الجولاني) ، انتعشوا بفعل المدد المالي غير المتطور، ما يزيد على 85 في المائة من التبرعات لغزة من حول العالم ذهبت إلى محفظة التنظيم، والنذر اليسير ذهب إلى غزة ذرا للرماد في العيون، فقط من أجل استدامة تدفق التبرعات التي أنعشت خزانة التنظيم الذي كان يعاني جفافا بفعل الحظر والمصادرات في عديد من العواصم العربية والغربية التي تعني بتجفيف منابع تمويلات الإخوان .

وللتغطية على فضيحة الاستيلاء على التبرعات اختلق إخوان الشيطان زعما راج حول العالم، مصر تخنق المساعدات، وهم من يسرقون التمويلات ويحتالون على الكرماء، ويشربون حليب أطفال غزة ساخنا في فنادق الخمس نجوم .

تخيل الإخوان استثمروا في مخططهم لإرباك القاهرة، نحو مليار وربع المليار دولار على منصات عدائية تكيل الاتهامات والدعايات الكاذبة استهدافًا للحكومة المصرية .

الرقم موزع على ثلاث عواصم فقط، تحتضن ( 48 منصة وصحيفة وموقعا وفضائيات ) فضلا عن أسراب من النحل الإلكتروني تعمل على مدار الساعة استهدافا للقاهرة .

السابع من يناير كان مثل قبلة الحياة للتنظيم الذي أسقطه المصريون في 30 يونيو، بعد عقد ونيف من السنين ، خرجوا من قبورهم التي قبروا فيها، الزومبي الإخواني استيقظ من رقاده، يجول متعطش للدماء، الموتى الأحياء يجولون في الفضاء الإلكتروني في طور متحور ( نحل إلكتروني ) .

التنظيم الدولي أقدم تنظيم إرهابي عرفته البشرية، يستخدم جيل جديد من النحل الإلكتروني، ضاعفوا إنفاقهم على منصاتهم الإلكترونية، وشبكاتهم الفضائية، لإحداث أكبر قدر من الخسائر في الجبهة الداخلية، بخلخلة بنيتها المؤسسية، وإرباك الوعي العام وتشتيته، استغلالا لحالة السيولة في الأقليم المضطرب بفعل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة .

الإخوان يصدق فيهم ما يسمى بيولوجيا ظاهرة “المماتنة” أو “الضفدع المغلي” تشير إلى ميل الأخوان للتكيف مع الظروف المتغيرة تدريجيا، هذا التكيف يحدث عادة عندما تتغير الظروف ببطء على مدى فترة طويلة، مما يجعل الإخوان يعتادون على التغيير، ويتطورون من جماعة منكوبة أرضيا وواقعيا إلى جماعة محلقة في الفضاء الإلكتروني.

مواجهة الإخوان تبدأ بتوكيد خطورتها على مصر، ليس صحيحا ما يروج بنهاية الإخوان، في التحليل الأمين الإخوان يكمنون، ثم يزحفون خارج جحورهم انتظارا للحظة مواتية لمعاودة النشاط الإرهابي .

الإخوان خرجوا من جحورهم، وطورهم المتحور “النحل الإلكتروني ” يطن طنينا مقلقا، ما يستوجب قبة معلوماتية وطنية متقدمة تكنولوجيا لصد الهجمات المعاكسة، وإسقاط المسيرات المعادية، المعلومات اليقينية على وقتها تسقط النحل الإلكتروني ، وتحيله هاموشا تذروه الرياح .

الأهرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى