عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : دعم رئاسي ورؤية استراتيجية

إن رعاية الرئيس السيسي لبطولة العالم لكرة اليد تحت ١٩ عام ٢٠٢٥ ،تعكس رؤية ثاقبة لأهمية الرياضة في بناء الأجيال، وتعزيز القيم الإيجابية مثل العمل الجماعي، والانضباط، والمثابرة.
شهدت السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في البنية التحتية الرياضية المصرية، من خلال إنشاء وتطوير العديد من الصالات والملاعب الحديثة التي باتت جاهزة لاستقبال البطولات العالمية، هذه الاستثمارات لم تكن صدفة، بل هي جزء من استراتيجية وطنية تهدف إلى جعل مصر مركزًا رياضيًا إقليميًا ودوليًا، وقبلة للرياضيين من جميع أنحاء العالم.
حفل افتتاح استثنائي جمع بين عراقة التاريخ وحداثة المستقبل، ليكون بمثابة ترحيب حار بضيوفها من جميع أنحاء العالم ،يعكس الحفل الهوية المصرية الأصيلة من خلال عروض فنية وثقافية مستوحاة من الحضارة الفرعونية العظيمة، ممزوجة بلمسة عصرية تظهر مدى تقدم وتطور مصر في شتى المجالات، إضافة إلى عروضًا ضوئية مبهرة تستخدم أحدث التقنيات العالمية، لتخلق تجربة لا تُنسى للجمهور الحاضر والمشاهدين عبر شاشات التلفزيون.
ستكون هذه البطولة فرصة ذهبية للمنتخب المصري الشاب لإظهار موهبته وقدرته على المنافسة مع أفضل الفرق العالمية. إن اللعب على أرض الوطن وأمام الجماهير المتحمسة يمنح اللاعبين حافزًا إضافيًا لتحقيق أفضل النتائج، وتقديم أداء يليق باسم مصر، كما أنها فرصة للشباب المصري للاحتكاك بمدارس كروية مختلفة، واكتساب خبرات جديدة تسهم في صقل مهاراتهم وتطوير قدراتهم.
تضع القرعة المنتخب المصري الشاب في تحدٍ مثير ضمن منافسات المجموعة السابعة، حيث سيواجه منتخبات قوية وذات مستويات متميزة من قارتي آسيا ،تضم المجموعة بجانب مصر المستضيفة، كلا من كوريا الجنوبية المعروفة بمهارات لاعبيها وسرعتهم، والبحرين الذي يمتلك قاعدة جماهيرية شغوفة بكرة اليد وتطورًا ملحوظًا في أدائه، بالإضافة إلى اليابان الذي يتميز باللعب المنظم والتكتيكي العالي.
هذه المجموعة تعد من المجموعات المتوازنة والصعبة في البطولة، مما سيجعل المنافسة على التأهل للدور التالي شرسة ومثيرة للجماهير ،ستكون مباريات مصر في هذه المجموعة بمثابة اختبار حقيقي لقدرات اللاعبين الشباب، وفرصة لإثبات جدارتهم أمام مدارس كروية متنوعة، وهو ما يضيف بعدًا آخر من الإثارة والترقب لهذا الحدث العالمي على أرض مصر.
الجماهير المصرية الداعم الأول واللاعب رقم 1 حيث لا تكتمل أجواء أي بطولة رياضية دون الحضور الجماهيري، وفي مصر، يكتسب هذا الحضور بُعدًا خاصًا، نطالب أن تشهد البطولة إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، وخاصة في مباريات المنتخب الوطني، ومعها ستتحول الصالات إلى كرنفال من الألوان والأهازيج الوطنية، حيث ستقوم الجماهير بدورها كلاعب رئيسي، تدفع اللاعبين إلى تقديم أفضل ما لديهم، وتحفزهم على تحقيق الانتصارات.
إن شغف المصريين بكرة اليد، سيخلق بيئة حماسية فريدة من نوعها، مما سيمنح البطولة طابعًا خاصًا، ويجعل من استضافتها تجربة لا تُنسى لكل من اللاعبين والضيوف على حد سواء.
تتجاوز أهمية استضافة البطولة الجانب الرياضي إلى رسالة أعمق، فمصر من خلال هذه البطولة، تبعث برسالة سلام ومحبة للعالم أجمع ، إنها تدعو إلى التجمع والتنافس الشريف، وتؤكد على أن الرياضة هي لغة عالمية تجمع الشعوب و ستكون هذه البطولة فرصة للمنتخبات والوفود المشاركة للتعرف على الحضارة المصرية العريقة، وكرم الضيافة الذي يشتهر به الشعب المصري.
إن استضافة مصر لبطولة العالم لكرة اليد للشباب 2025 ليست مجرد حدث عابر، بل هي نقطة انطلاق جديدة نحو مستقبل رياضي أكثر إشراقًا، وهي تأكيد على أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها في بناء دولة حديثة، يمثل فيها الشباب عماد الحاضر وصانع المستقبل.