أخبار العالمتكنولوجياتوبمنوعات

تركيا تستخلص الدروس من الحرب الإسرائيلية – الإيرانية وتستعد للمواجهة.. وحكاية الوحدة 8200

تركيا – عمر أبو الحسن

كشفت الاستخبارات التركية عن دراسة لدروس من الحرب الإسرائيلية – الإيرانية وكيفية استخلاص العبر منها واتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من هذه المخاطر.

و نشرت الأكاديمية الوطنية للاستخبارات التركية، التابعة لجهاز الاستخبارات “MIT”،  الدراسة بشأن الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وحملت عنوان “حرب الـ 12 يوما دروس لتركيا.

بهددف مساعدة صانع القرار في أنقرة، لاتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة في ضوء الدروس المستخلصة من الحرب.

الدراسة تضم مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة.. الفصل الأول تقنيات الحرب التقليدية والهجينة:

حيث تؤكد الدراسة أنه بينما صورت الحرب من جانب على أنها شملت “طائرات مقاتلة وصواريخ موجهة عالية الدقة وقنابل خارقة للتحصينات، وصواريخ باليستية”، لكن على الجانب الآخر ” اندلعت أيضا معركة بنفس الشدة والضراوة عبر الطيف الكهرومغناطيسي، ورافقت الغاراتِ الجوية الإسرائيلية على إيران، وهجماتها الصاروخية عليها، تقنياتٌ وأدوات سيبرانية وحرب إلكترونية.

وتناولت الدراسة سلاح الجو الإسرائيلي، الذي وصفته بأنه من أكثر القوات الجوية تطورا في الشرق الأوسط.

وشرحت الدراسة بالتفصيل النماذج المختلفة من الطائرات المقاتلة التي تمتلكها القوات الجوية الإسرائيلية، مؤكدة أن جميعها “مدمجة بأنظمة الحرب الإلكترونية والاتصالات والأسلحة التي طورتها صناعة الدفاع المحلية، ما يوفر مزايا تكتيكية فريدة.

و تناولت الدراسة جميع أنواع الذخائر جو-أرض التي استخدمتها المقاتلات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية، وهي من التنوع بحالٍ منح الجيش الإسرائيلي ميزة تنفيذ أهدافه بدقة عالية، وقد اتضح ذلك في الاستهداف الواسع والدقيق لمنظومة الدفاع الجوي الإيراني ما أدى إلى تعطلها وخروجها من الخدمة.

واستعرض هذا الفصل قدرات إسرائيل وفرصها في مجال الحرب الإلكترونية، فالعملية العسكرية عكست التطورات الهائلة التي حققتها إسرائيل في هذا المضمار..

الوحدة 8200 .. أفرادها طلاب بالثانوي

حيث برزت الوحدة 8200 وأنظمة الحرب الإلكترونية التابعة لسلاحها الجوي.. إضافة إلى ذلك، أجرت الكتيبة 5114 التي أُعلن عن وجودها مؤخرا، حربا إلكترونية مضادة ضد هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة من إيران.

وتفجر الدراسة مفاجأة بكشفها أن معظم أفراد الوحدة 8200 هم من شباب في سن المرحلة الثانوية، وهم مسؤولون عن “مراقبة وتحليل الاتصالات التي تتم من خلال أنظمة الاتصالات المختلفة، وعمليات الاستخبارات الإلكترونية والسيبرانية، والهجمات الإلكترونية.

مشيرة إلى أن نجاح القوات الإسرائيلية في تعطيل شبكة القيادة والسيطرة والاتصالات الإيرانية، تم بأساليب مادية وسيبرانية، وربما بتعاون وتنسيق مع الاستخبارات الأمريكية.

الفصل الثاني من الدراسة مشحونا بالدروس المستخلصة من حرب الـ12 يوما، حيث تنبه صانع القرار في تركيا إلى ضرورة الالتفات إليها، وأهم هذه الدروس:

*أولا: أهمية الدبلوماسية:

وهي تشكل مع الحرب عنصرين متكاملين في العلاقات الدولية، حيث تشير الدراسة إلى فقدان إيران للزخم الدبلوماسي قبل الحرب؛ بسبب الموقف الأوروبي والأمريكي الرافض برنامجها النووي، الأمر الذي قاد إلى تطابق موقف واشنطن وتل أبيب في ضرورة توجيه ضربة لإيران لتحجيم أو إنهاء أنشطتها النووية.

وتذكر الدراسة  بدور تركيا مؤخرا بإعادة التموضع الدبلوماسي الذي لجأت إليه تركيا قبل عدة سنوات، ونجحت من خلاله في تطبيع علاقاتها مع دول العمق الإستراتيجي في المنطقة العربية، وخاصة السعودية، والإمارات، ومصر بعد سنوات من الجفاء.

و نفس الاتجاه تقوم به تركيا مع أرمينيا واليونان، في محاولة لتجاوز الخلافات التاريخية، وتأسيس علاقات بينية صحية تراعي مصالح الجميع.

*ثانيا: أهمية التحالفات الموثوقة:

فـ “الأسلحة والجهد الاستخباراتي والدعم اللوجيستي الذي قدمه التحالف الغربي لإسرائيل، أدت إلى توجيه ضربات قاصمة لإيران”، عكس تحالفات طهران التي لم تقدم دعما حقيقيا لها، وخاصة مع روسيا والصين، كما ثبت أن مجموعة دول البريكس لا تمتلك آليات أمنية ودفاعية تمكنها من مساندة أي دولة عضوة بالمجموعة قد تتعرض لهجوم خارجي.

من هنا تلفت الدراسة إلى أهمية دعم تركيا لتحالفاتها الأمنية والدفاعية مع دول مثل قطر، وسوريا، وباكستان، وأذربيجان، إضافة إلى تعزيز مكانتها داخل حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

*ثالثا: الاهتمام بالسلام الداخلي، والاستقرار السياسي والاجتماعي.

ففي حرب الـ 12 يوما تسللت إسرائيل إلى تلافيف المجتمع الإيراني، على وقع الظروف الاقتصادية الصعبة.

ولذلك الدراسة تلفت نظر تركيا إلى ضرورة تعزيز “وحدتها الوطنية وروح الأخوة، ووضع تدابير لمعالجة المشاكل الاقتصادية المحتملة، ودعم المصالحة الاجتماعية الشاملة من خلال مشاريع مثل” تركيا بلا إرهاب”.

رابعا: حماية النخب العسكرية والمدنية :

فالحرب الإسرائيلية الإيرانية، دقت ناقوس الخطر، إذ نجحت إسرائيل في تحييد كبار الشخصيات العسكرية المؤثرة، وفي مقدمتهم رئيس أركان الجيش الإيراني، وكبار قادة الحرس الثوري، إضافة إلى قرابة 15 عالما نوويا، كل ذلك في الساعات الأولى للعملية العسكرية، ما أضعف القدرات الإيرانية في التعامل مع العدوان الإسرائيلي.

*خامسا: الأدوات والتطبيقات التكنولوجية :

وذلك بعد نجاح إسرائيل في استخدام بعض هذه التطبيقات لاختراق المجتمع الإيراني، خاصة في ظل العلاقات الوثيقة التي تربط شركات التكنولوجيا العالمية بتل أبيب.

والجدير بالذكر أن تركيا بدأت فعليا منذ فترة الاهتمام ببناء بدائل تكنولوجية تتخلص بها تدريجيا من سطوة وهيمنة الشركات العالمية.

فقبل أيام أعلن سلجوق بيرقدار، رائد المسيرات التركية، إطلاق منصة للتواصل الاجتماعي، تم تطويرها محليا، وتحمل اسم “Next Sosyal”.

كما تعمل تركيا منذ سنوات على تطوير نظام محلي لتحديد المواقع، بديلا عن نظام GPS العالمي.

لكن يظل على تركيا ضرورة تنفيذ برامج مكافحة تجسس منتظمة وفعالة للشركات العاملة في التقنيات الإستراتيجية، وخاصة الصناعات الدفاعية، كما تؤكد الدراسة.

*سادسا: الدفاع المدني:

فبفضل أنظمة الإنذار المبكر، والملاجئ الواسعة، والوعي العام، لم تتكبد إسرائيل خسائر بشرية كبيرة جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية.

من هنا تنبه الدراسة إلى ضرورة اهتمام تركيا بنشر نظام إنذار مبكر واسع النطاق، إضافة إلى بناء ملاجئ جماعية يسهل الوصول إليها، خاصة في المدن الكبرى، وتأمين شبكات الاتصالات.

*سابعا: أهمية التنسيق بين المؤسسات والمستويات الأمنية :

وذلك بدءًا من حراس القرى والأحياء، وصولا إلى قمة هذه المؤسسات، لبناء عمق استخباراتي داخل البلاد يحول دون حدوث اختراقات كالتي شهدتها إيران وجعلتها تبدو كتابا مفتوحا للأهداف أمام إسرائيل، تتخير منها ما تشاء وقتما تريد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى