توبرياضةكُتّاب وآراء

الإعلامي العراقي حسين الذكر يكتب لـ «30 يوم» : الإعلام هو السبب .. من بدد مليارات الرياضة

حسب معلومات مستقاة من الواقع العربي بشرقه وغربه ملكيا او جمهوريا متدينا او علمانيا ليس هناك مؤسسة رياضية لا تعتمد على دعم الحكومات ومنافذها المتنوعة .. وهذا مناقض تماما لما يحدث في اتحادات الدول المتحضرة التي تعتمد نظام الاحتراف اداة لتطوير اليات حكم الدولة ومؤسساتها بل ودعم قوتها بالتخصص الاحترافي والارتقاء به .
سألت عدد من العاملين في الاتحادات العالمية ممن جمعتني بهم المناسبات مستفسرا عما تخصصه الدولة من مبالغ لدعم اتحاداتهم .. فجائت الاجابة طريفة : ( نحن من يدفع للدولة اموالا ليست قليلة على شكل ضرائب وفقا للقانون ) .
بأغلب الدول العربية الحكومات هي من تصرف على المؤسسات الرياضية .. اذ تخصص لها جزء من ميزانية الدولة المصادق عليها تشريعيا في وقت اغلب إن لم يكن جميع هذه المؤسسات تهدرمبالغ طائلة على رواتب موظفيها وامتيازاتهم بل ان كثير من الأندية والاتحادات تستغل ملاعب الدولة او ما صرف من قبل الشيخ او الأمير أو المتنفذ الذي أمواله هي تعبير اخر عن أموال الدولة .
جرى لقاء مع أحد أعضاء مؤسسة رياضية ما وبادرني سائلا :
:- ( أرجوا أن تكتبوا بما يشجع الحكومة على دعمنا ماليا ) ؟
قلت : ( كم تستلمون سنويا ) ؟.. قال : ( كذا مليار) ..
قلت : ( أنت عضوا فاعلا بالمؤسسة منذ سنوات وحينما نجمع هذه المليارات مدة عضويتك سنجدها ضخمة بما يعادل ميزانيات دول .. ألا ترى ذلك نشاز ولا يتسق مع الواقع ) .؟
قال : (أتفق معك رقميا .. لكن عمليا لا تكفي تلك المبالغ لانها تصرف على المعسكرات والمشاركات ورواتب الموظفين والحكام وغيرهم ) . !
فقلت له ضاحكا : ( الستم تدعون الاحتراف وكل عام توقعون عقود مليارية مع مدربين ولاعبين وعاملين بعنوان المحترفين ) . قال : ( نعم بالتاكيد ) !
قلت : ( إذا كيف تسوغون لأنفسكم عنوان الاحتراف وانتم لا تجيدون تسويق شيء ما ولا تملكون ملعبا ولا منشئة ولم توفروا أدنى مبلغ من هذه المليارات السنوية لبناء منشئة تدر عليكم أرباحا ما وتطوروها .. إذا أنتم لستم جديرين بقيادة المؤسسة بل لا تعرفون معنى الاحتراف ) .
أخذ يزبد وتعالى صوته قائلا : ( أنتم الإعلام السبب ) !
قلت :(هل شارككم الإعلام رواتبكم وامتيازاتكم هل نافساكم على الانتخابات ؟ .. هل أصبحت لدينا عقارات وسيارات ؟ لماذا تتهمونا وتلصقوا جهالتكم بنا ) .
عند ذاك تفجر شررا وطار خبرًا .. وانتهت الحكاية في غير التي بدأناها ولا الجهة التي قصدناها ولا النية التي توضئنا بحبر أقلامنا من أجلها ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى