لطفي لبيب .. آخر كلماته متقلقوش عليا .. والقرآن الكريم نقطة تحول في حياته

توفى الفنان الكبير لطفي لبيب، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة وتم نقله على إثرها إلى المستشفى بعد إصابته بنزيف في الحنجرة، الأمر الذي تسبب في تدهور حالته الصحية وفقدانه الوعي حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
ولم تستجب حالته للعلاج، ليرحل بهدوء عن عمر ناهز الـ77 عامًا.
وكانت آخر كلماته أنه راضٍ عن كل شىء حصل له مؤخرا، بعد اصابته بتورم قائلاً:الحمد لله ما تقلقوش عليا”.
وفي أحد لقاءاته التليفزيونية الأخيرة، تحدث لطفي لبيب عن علاقته الخاصة بالقرآن الكريم، ودوره في تحسين لغته العربية.
وقال الراحل: لما دخلت معهد الفنون المسرحية، كان أستاذي سعد أردش، قالي لازم تقرأ كتير في القرآن وفعلاً بدأت أقرأ وتحسنت لغتي العربية بشكل كبير، وشكرًا للقرآن الكريم اللي خلاني كويس في اللغة العربية، كاشفا عن جانب روحاني وإنساني ظل حاضرًا في حياته رغم انشغاله بالفن.
وكشف الفنان الراحل في لقاء سابق عن أحد أبرز أعماله الأدبية وهو سيناريو “الكتيبة 26″، الذي كتب فيه تفاصيل حقيقية من فترة خدمته العسكرية في الجيش المصري، والتي امتدت لـ6 سنوات، وكان خلالها شاهدًا على انتصار أكتوبر المجيد.
وأكد لطفي لبيب حينها أن الابتعاد الجزئي عن التمثيل منحه مساحة للتأمل والتدوين، ما دفعه لكتابة هذه الأعمال المستوحاة من تجاربه الشخصية.
آخر أعمال لطفي لبيب
وكان آخر ظهور فني للفنان الراحل لطفي لبيب من خلال مشاركته في فيلم “أنا وابن خالتي”، إلى جانب نخبة من النجوم أبرزهم: سيد رجب، بيومي فؤاد، هنادي مهنا، ميمي جمال، وسارة عبد الرحمن، إخراج أحمد صالح، وسيناريو عمرو أبو زيد، وشارك الفنان لطفي لبيب رغم ظروفه الصحية وقتها.
و شارك الفنان الراحل في أكثر من 100 فيلم سينمائي، إلى جانب ظهوره في أكثر من 30 مسلسلاً درامياً كما خاض تجربة التأليف من خلال أعمال وطنية، أبرزها سيناريو “الكتيبة 26″، المستوحى من مشاركته الفعلية كمجند في حرب أكتوبر المجيدة.
وتعاون خلال مشواره مع نخبة من كبار نجوم الوسط الفني، أبرزهم الزعيم عادل إمام، وظهر إلى جواره في أفلام شكلت محطات بارزة في السينما المصرية.
و من أبرز أعمال لطفي لبيب السينمائية، فيلم “السفارة في العمارة” الذي عرض عام 2005، وجسد فيه شخصية السفير الإسرائيلي أمام الفنان عادل إمام.
نال الدور إشادة واسعة من الجمهور والنقاد على حد سواء، لما قدّمه من أداء احترافي عبر من خلاله عن رمزية الموقف السياسي والشعبي، دارت أحداث الفيلم حول المهندس شريف خيري، الذي يعود من الإمارات ليكتشف أن السفارة الإسرائيلية تقع في نفس المبنى الذي يسكنه بالقاهرة، فيبدأ في مقاومة وجودها، ويتحول من شخص أناني إلى رمز شعبي يطالب بطرد السفارة.
وفي فيلم “عسل إسود”، لعب لطفي لبيب دور “راضي”، وهو شخصية طيبة القلب تعمل في وظيفة بسيطة، ويشارك البطل “مصري” في عدد من المواقف الكوميدية والاجتماعية.
تدور قصة الفيلم حول شاب مصري يعود من أمريكا بعد 20 عاماً، ويصطدم بواقع مختلف عما كان يتصوره راضي كان أحد أبرز الشخصيات الداعمة للبطل، في أداء جمع بين خفة الظل والصدق الإنساني.
شارك لطفي لبيب في فيلم “يا أنا يا خالتي” بجوار محمد هنيدي وحسن حسني، وقدم من خلاله دوراً رئيسياً في أحداث الفيلم التي تدور حول شاب يلجأ للتنكر في شخصية ساحرة “الخالة نوسة” من أجل نيل رضا والدة حبيبته.
الفيلم جمع بين الكوميديا والمفارقات، وكان من العلامات السينمائية التي أبرزت قدرة لبيب على تقديم أدوار غير تقليدية بحرفية عالية.