خالد إدريس يكتب لـ «30 يوم» : مصر عنوان الشرف العربي

تثبت مصر يومًا بعد يوم أنها الحصن العربى الأخير الذى ما زال ثابتًا على مبادئه، مدافعًا عن القضية الفلسطينية بلا مساومة ولا مناورات. وفى ظل العدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة، لم تتأخر الدولة المصرية عن أداء دورها الأخلاقى والإنسانى والتاريخى، فرفضت بشكل قاطع فكرة تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها أو إلى أى دولة أخرى، معتبرة ذلك تهديدًا مباشرًا لحق الشعب الفلسطينى فى أرضه، ومحاولة خبيثة لتغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة.
الرئيس عبد الفتاح السيسى كان واضحًا فى مواقفه، إذ أكد أن مصر لن تقبل تحت أى ظرف أن تكون جزءًا من مخطط تهجير، أو أن يُستخدم معبر رفح كمنفذ لتصفية القضية الفلسطينية. وجاءت كلمته الأخيرة، لتؤكد على ثوابت مصر القومية، وحرصها على إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة، رغم العراقيل اللوجستية والسياسية المفروضة من الاحتلال الإسرائيلى، تحدث الرئيس للعالم بكل صراحة وجرأة مؤكدًا على قدرة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مطالبًا إياه بالتدخل حرصًا على حياة الفلسطينيين الذين يموتون من الجوع والعطش.
فى الوقت ذاته، حاولت جماعة الإخوان الإرهابية استغلال الموقف ببث الأكاذيب وتحريض الجماهير ضد الدولة المصرية، مدعية زيفًا أن مصر هى من تمنع دخول المساعدات إلى غزة. وشنَّت حملة إعلامية منظمة، دعت خلالها للتظاهر أمام السفارات المصرية فى الخارج وداخل تل أبيب، فى محاولة لتشويه الدور المصرى وتشتيت الرأى العام العربى والإسلامى، رغم أن الحقائق على الأرض، وكلمات القيادة المصرية، تؤكد العكس تمامًا.
مصر فتحت معبر رفح مرارًا، وأرسلت قوافل مساعدات لا تتوقف، هى ذاتها التى طالما طالبت الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب – رغم اختلاف التوقيتات والقيادات – بالتدخل لوقف العدوان وإنقاذ المدنيين الأبرياء. وهى ذاتها التى تستضيف مئات الجرحى للعلاج فى مستشفياتها، وتبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة بالتنسيق مع شركائها لوقف نزيف الدم الفلسطينى، وعدم تصفية القضية الفلسطينية.
ما تتعرض له مصر من حملات تشويه ممنهجة ليس إلا انعكاسًا لدورها الحقيقى فى دعم القضية الفلسطينية، وحرصها على أن تكون الوسيط النزيه لا المتواطئ، والداعم الأمين لا المزايد، والحاضن العربى لا المُنفذ لأجندات دولية مشبوهة.
موقف مصر اليوم لا يحتاج إلى شرح، فهو يَظهر فى الأفعال لا فى الشعارات، وفى الإغاثات لا فى التحريض، وفى الحرص على وحدة الأرض لا فى الترويج للشتات.
إنها مصر.. وستظل عنوان الشرف العربى، وأمل الفلسطينيين والأمة العربية والإسلامية فى مواجهة رياح التواطؤ والخيانة العاتية.
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
Khalededrees2020@gmail.com