زياد الرحباني ودلال كرم مصدر إلهام ومعاناة

كتب: باسم العاصي
وصلت النجمة الكبيرة فيروز إلى كنيسة رقاد السيدة بكفيا، اليوم الثلاثاء، لتتقبل واجب العزاء في ابنها الموسيقار زياد الرحبانى لليوم الثانى وسط حراسة مشدده مع ابنتها ريما.
وخيم الحزن على جميع اللبنانيين، أمس الاثنين ، في وداع الموسيقار زياد الرحبانى، وأقيمت له جنازة مهيبه شارك فيها الجميع، وتجمهر منذ الصباح الباكر، الآلاف من جمهور ومحبى الموسيقار الراحل زياد الرحبانى، أمام مستشفى خوري بمنطقة الحمراء بلبنان، لتوديعه بالورود ورفع كل منهم صورته والتصفيق بكثافة كبيرة أمام المستشفى.
ثم انطلق موكب تشييع الراحل زياد الرحباني في شارع الحمراء وسط تصفيق كل محبيه وجمهوره ورافقوه على الجانبين والقاء الورود و الزهور والزغاريد.
وجلست النجمة الكبيرة فيروز، في كنيسة رقاد السيدة بكفيا، تودع ابنها الموسيقار زياد الرحبانى بكل هدوء في اللحظات الأخيرة بينهما، بنظرات ألم ووجع وحزنا على فراق نجلها، كما جلست ريما ابنتها بجوارها وكل عينها حزن على رحيل شقيقها.
ورحل السبت الماضى، الموسيقار والمسرحى اللبنانى البارز زياد الرحبانى، عن عمر ناهز 69 عامًا، وترك آرثا فنيا كبيرا ومسيرة حافلة فى الوطن العربى.
العبقري .. والصحفية دلال كرم
وعاش العبقري الراحل زياد الرحباني، قصة حب شهيرة مع الفنانة دلال كرم التي عرفها في كواليس الإعداد لمسرحية “ميس الريم”، وأصبحت مصدر معاناته وإلهامه أيضا.
ووجه زياد سهام الإنتقام الغنائي إلي دلال في ثلاثة من أغانيه، وكانت البداية مباشرة بأغنية “مربي الدلال” التي كتبها ولحنها، ومنحها إلى المطرب جوزيف صقر عام 1996، وقام بذكر اسمها صراحة، وقال فيها “مربى الدلال ربوكي وتعذبوا فيكي يا دلال، ورحنا نكلم أبوكي ويا ريتك كنتي وشفتي شو قال أبوكي”.
وغنى جوزيف صقر، من كلمات وألحان زياد الرحباني ما ينتقد به قلبه الذي ظل مفتونا لبعض الوقت بالحبيبة التي هجرته.
وكتب ولحن “عايشة لوحدها بلاك”، وقال فيها “عايشة وحدا ومرتاحة ولوم شو مرتاحة بلاك.. يا بو عيون الدباحة مش فارق معها حلاك.. قالت لك دوبني دوب دبت وهيي ما دابت.. مش أول مرا قبلا مية مرا.. لا قدروا فهموا عقلاتك ولا قدروا عرفو دواك”.
وعقب تصاعد نزاع زياد، مع دلال، عادت أغنيته “بصراحة” بقوة للظهور في حفلاته، ويقول فيها”ما تفتكري من بعدك بطل يطلع زهور.. ولا تفتكري من بعدك يعني وقفوا الأيام.. ولا تفتكري من بعدك بطل يعلا العصفور.. والبيت الكان مضوى رح بيطفي وينام”.
وعاد اسم دلال كرم إلى الواجهة مجددًا مع وفاة الموسيقي اللبناني زياد الرحباني، بعدما ظلّ هذا الاسم يثير الفضول في كل محطّة من حياته.
و لم تبقَ مجرّد بالنسبة له تفصيل شخصي، بل تحوّلت إلى فصلٍ من فصول التاريخ الفني والثقافي في لبنان، وغالبًا ما طُرح هذا السؤال على زياد في مقابلاته لما تحمله العلاقة من رمزية وتأثير.
زواج .. وأزمات
و دلال كرم هي الصحفية اللبنانية التي ارتبطت بالفنان زياد الرحباني في نهاية السبعينيات.
لم تكن مجرد شريكة حياة عابرة، بل كانت حدثًا محوريًا في سيرة زياد الفنية والشخصية.
تزوّجها عن حب رغم معارضة عائلته، تحديدًا والديه فيروز وعاصي الرحباني.. ومع مرور الزمن، تحوّل هذا الزواج إلى قصة مليئة بالتقلبات والدراما، انتهت بطلاق علني وقضية نسب شهيرة هزّت الإعلام اللبناني.
بدأت القصة عام 1979 أثناء التحضيرات لمسرحية “ميس الريم”، حيث التقى زياد الشاب، المتمرّد فنيًا، بالصحفية اليافعة دلال كرم، التي كانت في الثانية والعشرين من عمرها، وسرعان ما تطوّرت العلاقة إلى حب، تلاه زواج رغم رفض الأسرة، ما أضفى على القصة طابع التحدي والتمرد الذي لطالما اشتهر به زياد.
لم يكن زواج زياد ودلال مستقرًا، بسبب طبيعة زياد المنغمسة في السياسة والموسيقى والسهر، بدأت المشاكل تظهر.
الخلافات ازدادت حدّة، وبدأت العلاقة تتآكل رويدًا. رغم ذلك، أنجب الثنائي طفلًا أطلقا عليه اسم “عاصي” الذي جاء ليزيد من الأزمات والشكوك والقضايا
من أبرز ما يُعرف عن زياد تجاه دلال كرم، هي الرسائل التي كتبها لها، والتي تكشف عن خليط من الحب، السخرية، والمرارة.
في رسالة شهيرة كتب: ديري بالك ع حالك لأنك حمارة.. حمارة كبيرة.. بس ما تخلي حدا يعرف. وفي رسالة أخرى: كل مرة بيتهرب من التفكير فيك، بيلاقيك وجهًا لوجه.
مفاجأة صادمة
في 2008، فجّر زياد الرحباني مفاجأة صادمة، حين طلب من القضاء اللبناني شطب اسم “عاصي” من خانة نسبه، بعدما أظهر فحص DNA أنه ليس والده البيولوجي.
هذه القضية اعتُبرت من أكثر قضايا الوسط الفني اللبناني إثارة، خصوصًا أن عاصي الشاب أنكر وجود الفحص، واتهم والده بالتخلي عنه منذ الطفولة.
بعد الطلاق، فتحت دلال النار على زياد من خلال سلسلة مقالات نشرتها في مجلة “الشبكة”، تحدثت فيها عن ما وصفته بـ “الإهمال، والخيانة، والتسلط”.
أما زياد، فرد بأسلوبه المعتاد: الأغاني، فكتب أغنية “مربى الدلال” و”بصراحة”، التي حملت رسائل مبطّنة مليئة بالتهكم والعتاب.
دلال .. و كارمن لبّس
و بعد انفصاله عن دلال دخل زياد في علاقة طويلة دامت 15 عامًا مع الممثلة اللبنانية كارمن لبّس. العلاقة لم تُتوج بزواج رسمي، بل تم بعقد عرفي، كما صرّحت كارمن في لقاءات لاحقة. لكنها اعتبرتها “علاقة حب صادقة لكنها مؤلمة”، وقالت: “خسرت كل شيء بعد زياد”.

عاصي الرحباني ينعى والده
عبّر عاصي الرحباني، نجل الفنان الراحل زياد الرحباني غير البيولوجي، عن حزنه العميق لوفاة والده، من خلال منشور مؤثر عبر حسابه على فيس بوك، إذ وضع صورة سوداء حدادًا بدلا من صورته الشخصية.
كما نعى زياد الرحباني باقتباس من قصيدة «المحبّة» للأديب جبران خليل جبران. قال فيه: «المحبّة لا تعطي إلا ذاتها، ولا تأخذ إلا من ذاتها، لا تملك شيئًا ولا تريد أن يملكها أحد؛ لأن المحبة مكتفية بالمحبة»، وهي القصيدة التي سبق أن غنتها السيدة فيروز.
وفي لحظة وداع إنسانية مؤثرة، حضر عاصي مع زوجته إلى الكنيسة لتقديم العزاء بالسيدة فيروز وعائلة الراحل، والتقطته عدسات الصحافة وهو يجلس في صالون الكنيسة مرتديًا بدلة سوداء، يتلقى التعازي من المقربين لوالده ومن يعرفونه عن قرب.

الابن غير البيولوجي
الابن غير البيولوجي للفنان الراحل زياد الرحباني،يحمل الجنسية اللبنانية، متزوج من سيدة لبنانية تُدعى جوى نجم، ولديه ولدان.
وهو خريج جامعة الكسليك، وحصل منها على شهادة في الإخراج التليفزيوني والسينمائي، ويعيش حاليًا في دولة الإمارات العربية المتحدة،و يمتلك خبرة تمتد لأكثر من 18 عامًا في مجال الإنتاج الإعلامي، شغل خلالها مناصب قيادية بارزة مثل المدير التنفيذي ومدير الإنتاج ومدير عام لعدد من المشاريع الكبرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يتميز بتقديم محتوى إبداعي وأصلي للعلامات التجارية العالمية، مع قدرة عالية على إدارة فرق متعددة الجنسيات، وتنسيق الإنتاج من الفكرة حتى التنفيذ، مع الالتزام التام بالميزانيات والجداول الزمنية.
و يشارك متابعيه على فيسبوك بلقطات من حياته العائلية ويحرص على إظهار الدفء الأسري من خلال الصور.
وُلد بعد زواج زياد الرحباني من دلال كرم عام 1979.
و أُطلق عليه اسم «عاصي» بعد ولادته تيمنًا بجده المؤلف الموسيقي والمسرحي الكبير عاصي الرحباني، اكتشف زياد الرحباني لاحقًا – عندما بلغ عاصي 25 عامًا – أنه ليس ابنه البيولوجي، بعد إجراء فحص الحمض النووي «DNA»،نشأ في كنف والدته دلال كرم، إذ كانت حاضرة أكثر في حياته من والده، ولم يعش مع زياد الرحباني إلا خلال الأشهر الأولى من ولادته، وزياد لم يكن حريصًا على القيام بدور الأب، وكان يعتبر نفسه فنانًا أكثر من أب.
اقرأ أيضا
زياد الرحباني وكارمن لبس .. حب دفين وحزن لاينتهي بالرحيل أو الدموع وطي السنين