وسط تفاؤل حذر بدولة فلسطينية : اجتماع بالأمم المتحدة لبحث حل الدولتين

تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، ، للترويج لحل الدولتين وإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، ويرأسه وزيرا خارجية فرنسا والمملكة العربية السعودية.
يستمر الاجتماع لمدة يومين، وتقاطعه إسرائيل وحليفتها الوثيقة الولايات المتحدة.
و تعارض الحكومة اليمينية الإسرائيلية حل الدولتين، وصفت الولايات المتحدة الاجتماع الذي تم تأجيله من أواخر يونيو الماضي، بأنه “يضر” بجهودها لإنهاء الحرب في غزة.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأحد،: كان من الضروري للغاية استئناف العملية السياسية، عملية حل الدولتين، التي تُهدَّد اليوم، بل أكثر من أي وقت مضى.
وأكدت فرنسا والسعودية، في وقت سابق، رغبتهما في تسليط الضوء على حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، كما ترغبان في رؤية خارطة طريق تتضمن خطوات محددة، تبدأ بإنهاء الحرب في غزة.
وفي وثيقة أُرسلت إلى أعضاء الأمم المتحدة في مايو ، أكدت أن الهدف الرئيسي من الاجتماع هو:
تحديد الإجراءات التي تتخذها “جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة” لتنفيذ حل الدولتين، و”حشد الجهود والموارد اللازمة على وجه السرعة لتحقيق هذا الهدف، من خلال التزامات ملموسة ومحددة زمنيا.
ودفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتجاه تحرك أوسع نطاقا نحو حل الدولتين بالتوازي مع الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وأعلن في وقت متأخر الخميس الماضي، أن فرنسا ستعترف رسميا بدولة فلسطين في الاجتماع السنوي لقادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر سبتمبر القادم.
واعترف نحو 145 دولة بدولة فلسطين، لكن إعلان ماكرون، قبيل اجتماع يوم الإثنين، ووسط الغضب العالمي المتزايد على الأشخاص الجائعين في غزة بدأوا في الموت من الجوع ، يجعل فرنسا أهم قوة غربية للقيام بذلك. بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وتقول أسوشيتد برس، إن قاعدة نتنياهو الدينية والقومية تعتبر الضفة الغربية الوطن التوراتي والتاريخي للشعب اليهودي، بينما يعتبر اليهود الإسرائيليون بأغلبية ساحقة القدس عاصمتهم الأبدية.
ويضم الجانب الشرقي من القدس، أقدس المواقع اليهودية، إلى جانب أهم الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية.
ويزعم الإسرائيليون المتشددون أن الفلسطينيين لا يريدون السلام، مستشهدين بالانتفاضة الفلسطينية الثانية في أوائل القرن الحادي والعشرين، ومؤخرا باستيلاء حماس على غزة بعد عامين من انسحاب إسرائيل من القطاع عام 2005.
وتشير الوكالة إلى أنه في الوقت نفسه، “تعارض إسرائيل أيضا حل الدولة الواحدة الذي قد يفقد فيه اليهود أغلبيتهم”.
ويبدو أن نتنياهو يفضّل الوضع الراهن- تضيف أسوشيتد برس- :حيث تحافظ إسرائيل على سيطرتها الكاملة، ويتمتع مواطنوها بحقوق أكثر من الفلسطينيين، وتُعمق سيطرتها بتوسيع المستوطنات، وتتمتع السلطة الفلسطينية بحكم ذاتي محدود في جيوب بالضفة الغربية.
وأدان نتنياهو إعلان ماكرون الاعتراف بفلسطين، معتبرا أنه يُكافئ الإرهاب ويخاطر بخلق وكيل جديد لإيران، كما حدث في غزة.
و يتهم الفلسطينيون، الذين يطلقون على الوضع الحالي اسم “الفصل العنصري”، إسرائيل بتقويض مبادرات السلام المتكررة من خلال تعميق بناء المستوطنات في الضفة الغربية والتهديد بضمها. وهذا من شأنه أن يُضر بفرص قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا وبفرص استقلالهم.
وذكر أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لوكالة أسوشيتد برس، أن الاجتماع سيكون بمثابة تحضير لقمة رئاسية مُتوقعة في سبتمبر.
وستُعقد القمة إما في فرنسا أو في الأمم المتحدة على هامش الاجتماع رفيع المستوى، وفقا لدبلوماسيين في الأمم المتحدة تحدثوا للوكالة.
وأضاف مجدلاني أن لدى الفلسطينيين عدة أهداف، أولها “عملية سياسية دولية جادة تُفضي إلى إقامة دولة فلسطينية”.
ويريد الفلسطينيون أيضا اعترافا دوليا إضافيا بدولتهم من قِبل دول كبرى، بما في ذلك بريطانيا. لكن مجدلاني توقع أن يحدث ذلك في سبتمبر، وليس في اجتماع اليوم الإثنين.
وقال إنهم يريدون دعما اقتصاديا وماليا للسلطة الفلسطينية، ودعما دوليا لإعادة إعمار قطاع غزة وإنعاشه.
ودُعيت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والبالغ عددها 193 دولة، لحضور الاجتماع، وصرح دبلوماسي فرنسي بأنه من المتوقع حضور حوالي 40 وزيرا.
ووزع الرؤساء المشاركون وثيقة ختامية قابلة للإقرار، وقد تكون هناك بعض الإعلانات عن نوايا الاعتراف بدولة فلسطينية.
لكن مع مقاطعة إسرائيل والولايات المتحدة، لا توجد أي أفق لتحقيق تقدم واستئناف المفاوضات المتوقفة منذ فترة طويلة بين إسرائيل والفلسطينيين لإنهاء صراعهم.
وحثّ الأمين العام أنطونيو جوتيريش المشاركين بعد الإعلان عن الاجتماع على “الحفاظ على حل الدولتين”.
وقال إن المجتمع الدولي يجب ألا يدعم فقط حلا تعيش فيه دولتان مستقلتان، فلسطين وإسرائيل، جنبا إلى جنب في سلام، بل يجب أيضا أن “يُهيئ الظروف اللازمة لتحقيقه”.