حمدي رزق يكتب :الوادي الجديد جدا !!

تروج في الوادي الجديد أساطير فريدة، منها “واحة زرزورة” الأسطورية، والتي توصف في المخيلة الشعبية بأنها واحة غنية بالخيرات وتقع في قلب الصحراء الغربية.
و فضلا عن أساطير جبل الموتى
، تروج حكايات عن درب السندادية وحارة التراكوة من علامات الخارجة القديمة، أساطير تلف منازلها القديمة وعادات أهلها.
إذا سألت اللواء دكتور ” محمد الزملوط ” محافظ الوادى الجديد عن أساطير الوادي، لا يحدثك عن ماض تولى يتركه للحكائين، يصحبك في سيارة عفية في جولة في مدينة الخارجة الذكية، يتحدث بشغف وحب عن الوادي وأهله الطيبين، تحس أن المحافظ من مواليد الوادي الجديد، رغم انتسابه إلى البياضية بشمال سيناء، صار من شيوخ الوادي الطيب، حافظا خرائطه عن ظهر قلب ، يقص عليك من أحسن القصص.
يتذكر كيف كان الوادي قصيا منسيا، حصرا على أساطير خيالية، تحكي عن ناس لم تراها، وعن أرض لم تطأها، وعن وادي ساحر، يقال تسكنه الجن والملائكة.
يتذكر جيدا يوم زار الرئيس السيسي واحة “الفرافرة” ، وأطلق من هناك مشروع المليون ونصف فدان، الزيارة الرئاسية في مايو 2016 كانت محطة فاصلة في تاريخ التنمية بالوادي الجديد،كان الوادي منسيا، فصار على خارطة التنمية، يسمونه الوادي الجديد جدا .
لفتة رئاسية موفقة، وترجمتها على الأرض مزارع ، ومصانع، وبنايات، وخدمات، الوادي يحتضن واحدة من مشروعات التنمية المستدامة التي تنقله من حال إلى حال، والحال مرسوم في وجوه مغتبطة ترحب بك إينما حللت..
اللواء الزملوط ، شغوف بما تحقق وما هو مخطط ، يحدثك عن الحال والأحوال، وكيف كان الوادي ، وكيف أصبح ، لا تصدق عينيك ، هذه البنايات الذكية في الخارجة التي تعيش على الطاقة الشمسية .
الخارجة والداخلة وبقية الواحات الستة التي تشكل خارطة الوادي الجديد، تحولت إلى واحات منتجة، مكتفية ذاتيا، وتصدر أجود التمور.
إن تعدوا المشروعات وكلفتها بالمليارات، لا تحصوها، بلغت 120 مليار جنيه منها 9 مليارات لمبادرة حياة كريمة بقرى الفرافرة والتى غيرت بدورها وجه الحياة بتلك القرى ..
ملف الطرق يطول الحديث عنه إنشاء ورصف 3300 كيلو مترات بتكلفة تجاوزت 51 مليار جنيه وساهمت تلك الطرق في ربط المحافظة بالوادى والدلتا ما ساعد على اختصار المسافات و زيادة الاستثمارات ..
من لم يزر الوادي الجديد لم يري وجه مصر الصحراوي البديع، كيف تعبد الصحراء، كيف ترسم مجتمعات بدوية حديثة ذكية، كيف تغير الحال، كيف تزرع الصحراء.
طقس لطيف استنه اللواء الزملوط، كل زائر يزرع نخلة في سياق مشروع المليوني نخلة، صارت خمسة ملايين نخلة، الوادي يرشح مصر منتج أول للتمور في العالم.
المستثمرون عرفوا الطريق للوادي، سبقهم السياح الذين يغتبطون بتضاريس الوادي، ويستريحون في واحاته، ويمتعون النظر في بيوته التراثية، ويدرسون عادته وتقاليده، المستثمرون أمامهم وادي بكر، كنوز في الرمال، وبشر مفطرون على عشق الصحراء .
أخبار اليوم