سماحة سليمان تكتب لـ « 30 يوم : فنجان قهوتي الباردة
فنجان قهوتي الباردة ،،،
ربما لا يعجب الكثيرين،
لكنني أحبّه.
“لا لأنه بارد، بل لأنه صادق.
أراه كما هو، لا يتجمّل، لا يدّعي.”
شفاف لا يُخفي نفسه، لا يتنكّر، لا يدّعي حرارة ليست فيه.
أحب أن أشرب قهوتي في فنجان شفاف،
تمامًا كما أحب أن أعيش في وضوح.
تخنقني العتمة،
تتعبني الأقنعة،
وترهقني الكلمات الملتوية والنوايا الغامضة.
صحيح… الليل له سحر،
لكن هذا السحر لا يغويني،
لأنني أعلم أن في العتمة كثيرًا من التواء الوجوه،
كثيرًا من الظلال التي تتراقص فتبدو حقيقية وهي مجرد وهم.
أعرف أن الغموض يُغري،
لكنني أرى فيه بابًا يُخفي خلفه مشاعر مكبوتة،
ربما قسوة،
ربما حقد،
وربما وجع لم يجد له لغة إلا الاختباء.
أما النور…
فهو يفضح، لكنه لا يخون.
يكشف، لكنه لا يدمّر.
يبين لك ما أمامك، ويعطيك حرية القرار…
هل تقترب؟ أم تبتعد؟
دون خداع، دون رتوش.
فنجان قهوتي الباردة…
مرّ الطعم،
صادق اللون،
واضح الملامح،
تمامًا كما أحب أن أكون..
تمامًا كما أتمنّى أن يكون من حولي…
