
وسط أحضان الطبيعة البكر، وتحت غطاء من السحب الملامسة لقمم الجبال، يتربع وادي دربات كأحد أجمل الوجهات الطبيعية في سلطنة عُمان، وتحديدًا في محافظة ظفار التي تتحول في موسم الخريف إلى جنة خضراء تغازل الزوار بجمالها ونسائمها العليلة.
يبعد وادي دربات، نحو 40 كيلومترًا شمال شرق مدينة صلالة، ويتحول خلال فصل الخريف (الذي يبدأ 21 يونيو وحتى 20 سبتمبر ) إلى لوحة فنية تجمع بين سحر المياه المتدفقة من الشلالات، وتمايل الأشجار الكثيفة، وخرير الجداول التي تشق طريقها بين الصخور، ويعد الوادي من أبرز محطات السياحة البيئية في المنطقة، لما يقدمه من مناظر خلابة وفرص نادرة لعشاق الطبيعة والمغامرة.
ويُعرف الوادي بجاذبيته الخاصة في أشهر الخريف، حيث تتشكل فيه شلالات طبيعية تتساقط من ارتفاعات شاهقة، وتغمر المنطقة بتيارات مائية تزيد من خصوبتها وجمالها، ما يجذب آلاف الزوار من داخل السلطنة وخارجها، وخاصة من دول الخليج.
وقال عدد من الزوار في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن وادي دربات يمثل تجربة لا تُنسى، مشيرين إلى أن الأجواء الطبيعية والهدوء المحيط به يجعلانه مقصدًا مثاليًا للعائلات والمصورين ومحبي التنزه.
وأضاف أحد السياح من دولة الإمارات: “أزور ظفار كل عام، ولكن وادي دربات له طابع خاص .. كأنك داخل فيلم وثائقي عن الجمال البكر”.
كما يعبّر الزوار عن انبهارهم بجمال وادي دربات، حيث وصفه الكثيرون بأنه “قطعة من الجنة على أرض ظفار”، لما يتميز به من تنوع طبيعي نادر يجمع بين الشلالات المتدفقة والتكوينات الجبلية الخضراء والمياه الرقراقة.
وأشاروا إلى أن تجربة القوارب داخل الوادي تمنح الزائر إحساسًا بالهدوء والصفاء لا يُنسى، مؤكدين أن المكان مثالي للعائلات ومحبي التصوير والطبيعة.
وتقول إحدى الزائرات القادمين من خارج سلطنة عمان: “سمعت كثيرًا عن خريف ظفار، لكن ما رأيته في وادي دربات يفوق التوقعات.. المناظر خلابة والهواء منعش، وكأنك في لوحة طبيعية متحركة”، فيما اعتبر آخرون أن الوادي يمثل تجربة سياحية متكاملة يجب على كل زائر لصلالة ألا يفوتها، مشيدين بحُسن التنظيم وتوفّر الخدمات في الموقع.
ويمتد الوادي على مساحة واسعة، ويضم تنوعًا بيئيًا فريدًا، حيث تنتشر فيه أنواع نادرة من النباتات والأشجار، كما يعتبر موطنًا لعدد من الطيور والحيوانات البرية. وتوفر السلطات المحلية العمانية تسهيلات لزوار الوادي، من بينها أماكن للجلوس، وممرات للمشي، وجولات بالقوارب داخل البحيرات الصغيرة التي تتكون بفعل الأمطار.
ويمثل وادي دربات محمية طبيعية شبه مفتوحة، حيث تنتشر فيه أنواع نادرة من النباتات المحلية، إلى جانب الطيور المهاجرة والمقيمة، ليكون هذا التنوع البيئي محطة مهمة للباحثين والمهتمين بالبيئة.
كما يُعد الوادي مركزًا حيويًا لممارسة السياحة البيئية المستدامة، ويشهد سنويًا توافد أعداد متزايدة من الزوار، خاصة خلال موسم “خريف ظفار”، الذي يمتد من يونيو إلى سبتمبر.
وفي إطار حرصها على تعزيز السياحة البيئية، تعمل بلدية ظفار على تطوير البنية التحتية في المناطق المحيطة بالوادي، مع الحفاظ على طابعه البيئي وعدم الإضرار بالنظام البيئي الحساس الذي يحتضنه.
ويظل وادي دربات نموذجًا حيًا لما تمتلكه سلطنة عُمان من كنوز طبيعية غير مكتشفة بالكامل، ووجهة لا بد من زيارتها لمن يبحث عن الصفاء والجمال في قلب الطبيعة.
وتعمل سلطنة عمان في السنوات الأخيرة على الترويج لنمط السياحة البيئية والمسؤولة، ويمثل وادي دربات نموذجًا مثاليًا لهذا التوجه، حيث يجمع بين الجمال الطبيعي غير المتكلف، والإمكانات الكبيرة لجذب السياح المهتمين بالطبيعة والمغامرة، بعيدًا عن صخب المدن.