كُتّاب وآراء

أحمد زحام يكتب لـ «30 يوم» : هو فيه إيه؟

في زمنٍ بات فيه الصمتُ نوعًا من الحكمة، وربما النجاة، وجدتُني ألتزم الصمت .. حتى أمام نفسي.

لم أعد أجادل بائع الخبز كما كنت أفعل، حين كان يشرح لي – بنبرة المواطن المتأمل – أن ما يجري حولنا ليس عبثًا، بل هو ترتيب محسوب بدقة.

تحدثتُ ذات مرة معه عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وقلت له إن قراراتها، سواء من الرئيس أو النائب، لا تتجاوز الإشراف أو الإقالة المباغته.
لا قرارات إسناد.
ولا قرارات صريحة.
فنظر إليّ وسأل في بساطة :
– يعني إيه؟
لم أجب ومنذ ذلك الحين، بدأت ألتزم الصمت.

حتى اتحاد الكتّاب، الذي كان مادةً دسمةً للفضفضة، لم أعد أخوض فيه معه.
الرجل يكتب شعرًا حلمنتيشيًا بطعم الروبابيكيا، ويستلهم مفرداته من فوضى الشوارع الخلفية لا من تجارب القراءة.
وعندما ذكرت أمامه حادثة الكاتبة منى ماهر، وتمنيت لها الشفاء، وقال بوجه متجهم كأنه يشاهد مشهد تعذيب في مسلسل تركي :
– يا ساتر يا رب .. إيه القسوة دي؟
وكان على وشك أن يدعو عليهم، فرفضت. لأنهم – رغم كل شيء – أصدقائي.

وفي لحظة نادرة من “إلهام التريند”، سألني كيف يمكنه التبرع بحصة من الخبز لأهل غزة.
صمتُّ.
لم أُجِب.
كنت أعلم، وأعرف تمامًا، أنه لا يبحث عن فعلٍ حقيقي .. بل يبحث عن لحظة مشاركة قابلة لإعادة النشر.

الصمت هنا ليس ضعفًا .. بل نوعٌ من الانسحاب من جدلٍ لا يؤدي إلى شيء، سوى مزيد من الخيبة.

أحمد زحام يكتب لـ «30 يوم» .. الرجل الذي أراد أن يكون عصفورًا

أحمد زحام يكتب .. الحلم الشخصي لوزير الثقافة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى