
كتب- عمرو الشامي
يترقب عشاق كرة القدم النسائية، مساء اليوم الأربعاء، مواجهة نارية في نصف نهائي بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025، حيث يلتقي المنتخبان الإسباني والألماني على أرضية ملعب سانت جاكوب بارك في مدينة بازل السويسرية.
المباراة تُعد قمة كروية من العيار الثقيل، لا تقل شغفاً ولا ندية عن أي مواجهة على صعيد الرجال، حيث تفاعلت الصحافة الإسبانية والألمانية بكثافة مع هذا الحدث المرتقب، بين مشاعر الحذر والتحدي.
وخطف منتخب إنجلترا للسيدات بطاقة التأهل إلى نهائي بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025، إثر فوز دراماتيكي على منتخب إيطاليا 2-1 بعد التمديد، في المواجهة التي جرت على أرض ملعب استاد «دو جنيف» في سويسرا.
هذا التأهل لم يكن عادياً في تفاصيله ولا في توقيته، وحظي باهتمام واسع في الصحافة البريطانية، لا سيما من صحيفة «الجارديان» التي خصّصت تغطية استثنائية للحديث عن مجريات اللقاء، وتأثيره الفني والذهني، وأبعاد الإنجاز الذي تحقق بأقدام ميشيل أجييمانج وكلوي كيلي، وقيادة المدربة الهولندية سارينا ويجمان.
فصل ملحمي
ووصفت «الجارديان» اللقاء بأنه «فصل ملحمي من كتاب لا يُملّ»، مشيرة إلى أن الفوز لم يكن مجرد عبور رياضي إلى النهائي، بل كان درساً في الصبر والروح والعزيمة.
إذ بعد أن تقدم المنتخب الإيطالي بهدف في الشوط الثاني، بدا أن المباراة تنزلق من بين أيدي الإنجليزيات، لكن البديلتَين أجييمانج، وكيلي دخلتا لتقلبا الموازين، وتكتبا لحظة تاريخية جديدة في مسيرة منتخب بات يعرف تماماً كيف يُنهي الأمور في أصعب اللحظات.
أجييمانج وكيلي .. والمدربة سارينا
في الدقيقة 96، وفي حين كانت إنجلترا على وشك الخروج، ظهرت أجييمانج لتمنح الفريق قبلة الحياة بهدف التعادل، ومن ثم أكملت كيلي المهمة بهدف الانتصار في الدقيقة 119، لتنقلب المعادلة من إحباط إلى انتصار، ومن وداع محتمل إلى حلم بات قاب قوسين أو أدنى من التحقق.
الصحيفة ركزت على التفاصيل الدقيقة التي صنعت الفارق، لافتة إلى أن أجييمانج، البالغة من العمر 19 عاماً، أثبتت أنها ليست مجرد بديلة شابة، بل لاعبة تمتلك شخصية استثنائية وقدرة على التأثير في أصعب الظروف. وكتبت: «أجييمانج لم تكتفِ بالتسجيل، بل قادت الفريق نفسياً لاستعادة السيطرة، كانت تفتح المساحات وتضغط وتصرخ وتُشعل الحماسة في كل لمسة… إنها الوجه الجديد لكرة القدم الإنجليزية».
أما كلوي كيلي التي خاضت موسماً صعباً مع مانشستر سيتي فتمكنت من تأكيد أنها لا تزال الورقة الرابحة في اللحظات الحرجة. ووصفت «الجارديان» هدفها الحاسم بأنه «نسخة معاد إنتاجها من المجد»، في إشارة إلى هدفها في نهائي «يورو 2022» أمام ألمانيا. ورأت الصحيفة أن كيلي قدمت أداءً مميزاً يعكس الثقة والخبرة والقدرة على الحسم، رغم أنها لم تبدأ اللقاء ضمن التشكيلة الأساسية.
المدربة الداهية سارينا
كما أشادت الصحيفة بالمدربة سارينا ويجمان، التي وصفتها بأنها «سيدة القرارات الجريئة».. ورغم الانتقادات التي طالتها بسبب تركها أجييمانج، وكيلي على مقاعد البدلاء، فإن قراراتها في الوقت المناسب كانت حاسمة، وأثبتت مرة جديدة أنها واحدة من أعظم المدربات في تاريخ اللعبة.
وعدّت الصحيفة تعامل ويجمان مع الضغوط احترافياً من الطراز الرفيع، إذ حافظت على هدوء الفريق بعد هدف إيطاليا، وأجرت التبديلات بعين تكتيكية ثاقبة، لا انفعالية. وقالت : «النجاح لا يقاس فقط بعدد الألقاب، بل بطريقة إدارتك للأزمات… ويجمان قادت المباراة كما يُدير مايسترو فرقة موسيقية معقدة»!!