توبكُتّاب وآراء

داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : زيارة الفريق كامل الوزير للكويت .. رسائل أخوة وشراكة تنموية عربية

زيارة الفريق مهندس كامل عبد الهادي الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، إلى دولة الكويت لم تكن مجرد زيارة رسمية بروتوكولية، بل كانت ـ في تقديري ـ رسالة سياسية وتنموية عميقة، تؤكد للعالم أن ما يجمع بين مصر والكويت ليس مجرد تاريخ دبلوماسي، بل مصير مشترك، وتعاون أخوي يُبنى عليه مستقبل عربي واعد.

لقد تابعتُ بكثير من التقدير والاستبشار جدول أعمال هذه الزيارة، التي استُهلت بلقاء كريم مع سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وهو ما يعكس المستوى الرفيع الذي توليه القيادة الكويتية للعلاقات مع مصر. ثم جاء استقبال سمو الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء، ليؤكد أن هذه الزيارة تحمل في طياتها توافقًا سياسيًا واستراتيجيًا بين بلدين شقيقين اختار كلٌ منهما الآخر شريكًا في التنمية.

وأُشيد بشكل خاص بحجم التنسيق الواسع الذي شمل عددًا من الوزراء الكويتيين في قطاعات حيوية، مثل الكهرباء، والإسكان، والمالية، والتجارة، والأشغال العامة، مما يعكس جدية هذه الزيارة وحرص الجانب المصري على الحضور ليس فقط بصفته الرسمية، بل بخبرته الطويلة وإنجازاته الميدانية.

وكمواطنة مصرية أولًا، ومتابعة لملفات التنمية في العالم العربي ثانيًا، أؤكد أن مشاركة 17 شركة مصرية كبرى ضمن الوفد الرسمي تعكس ما وصلت إليه قدرات مصر في تنفيذ مشروعات البنية التحتية الكبرى وفق أعلى المعايير، وتجسّد رؤية الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الانفتاح على محيطها العربي وتقديم الخبرة المصرية كأداة دعم حقيقية للأشقاء.

إن الرسائل التي حملتها هذه الزيارة لا تغيب عن أي متابع واعٍ:
• رسالة ثقة متبادلة، تؤكدها اللقاءات الرسمية عالية المستوى.
• رسالة تعاون تنموي حقيقي، تُترجم عبر مشروعات سكك حديدية، وموانئ، ومدن سكنية، وشبكات كهرباء.
• ورسالة وحدة عربية صادقة، تؤمن بأن التنمية لا تكتمل إلا بتكامل الجهود والخبرات.

في زمن كثرت فيه التحديات وتراجعت فيه بعض الروابط العربية، تأتي زيارة الفريق كامل الوزير لتُعيد التأكيد على أن هناك دولًا تعرف طريقها، وشعوبًا تحفظ تاريخها، وقيادات تبني مستقبلها بثبات وعقلانية.

أشيد بهذه الزيارة بكل فخر، وأعتبرها خطوة استراتيجية نحو مزيد من التقارب العملي بين مصر والكويت، وبادرة نموذجية لما يجب أن تكون عليه علاقات الأخوة العربية.

تحيا مصر … وعاشت الكويت نموذجًا للوحدة، والبناء، والعمل المشترك.

كاتبة المقال خبيرة نظم الجودة والرقابة الدوائية – وناشطة في العمل العام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى