أخبار مصرفن و ثقافةمنوعات

« فولتير .. سيرته ومسيرته » كتاب جديد للباحثة رانيا عاطف

 كتبت –  د. آمال طرزان

كتاب جديد بعنوان «فولتير: سيرته ومسيرته» من تأليف رانيا عاطف، باحثة دكتوراة الفلسفة، بكلية الآداب، جامعة المنيا، والصادر عام 2025 م عن مكتبة الإسكندرية ضمن سلسلة “كتب تراث الإنسانية للنشء والشباب” (الإصدار رقم 74).

و يمثل هذا العمل أول إصدارات المؤلفة من حيث الكتب، ويُعد إضافة قيّمة لفهم أفكار أحد أبرز رموز التنوير والفكر الغربي، وهو الفيلسوف “فولتير”.

يبدأ الكتاب بتقديم شامل لعصر التنوير، عاكسًا أهم سماته: كالعقلانية، والتشكيك، والحرية الفردية، وكرامة الإنسان، والعلوم التجريبية، والديمقراطية. حاولت الكاتبة أن توضح لنا أثر البيئة الفكرية والاجتماعية التي نشأ فيها فولتير، والتي أثرت تأثيرًا بارزًا على تكوين فكره النقدي وفلسفته؛ إذ أن الفيلسوف هو نتاج بيئته التي تغذي أفكاره وتشكلها.

قسمت المؤلفة حياة فولتير إلى أربع فترات رئيسية: بداية حياته حتى 1726م، وتجربته في إنجلترا بين 1726م و1729م، حيث تأثر فولتير بفلاسفة التنوير البريطاني مثل: جون لوك، وهو ما عزز مهاراته النقدية وأطلق مواهبه الأدبية والفلسفية؛ ثم فترة عودته إلى باريس عام 1729م؛ والسنوات التي قضاها في جينيف وفيرون.

كما يتناول الكتاب جانبًا مهمًا من حياة فولتير الشخصية، مسلطًا الضوء على علاقته بالنساء وخاصة مسيرته مع زوجته “إلين ديوكرو” وعلاقاته المتعددة بالنساء، ثم القاء الضوء على علاقته العميقة والمثمرة مع “إميلي لو تونييه دي بريتوي”، التي كانت ملهمة له فكريًا وعلميًا وقد ساعدته في جمع مكتبة ضخمة وأجريا تجارب مشتركة، مما يؤكد مقولة: “المرأة التي تلهم الرجل تزيده قوة وإبداعًا”.

ينتقل الكتاب إلى تناول فولتير “كفيلسوف ناقد”، حيث قاد حركات فكرية ودافع عن حرية التعبير، وفصل الدين عن الدولة، ومناهضة التعصب الديني، بالإضافة إلى دعوته للتسامح واحترام حقوق الإنسان،رغم محاولات السلطات للتقيد والتعتيم على أعماله بسبب سخريته الحادة، واصل فولتير طريقه في الكتابة والنقد.

كما يشير الكتاب إلى فولتير “كأديب”، قدم فولتير أعمالًا مهمة مثل مسرحية «زائير» والعديد من القصائد، كما يعد أول من نقل تجربة شكسبير وعظمته إلى الثقافة الفرنسية. تميز فولتير بتقديم فلسفة الحرية واللذة، حيث كان التعبير الشعري أحد أساليبه.

كذلك يعرض الكتاب “فولتير كمؤرخ”، يرفض السرد التقليدي للأحداث، ويرى أن التاريخ يجب أن يُنظر إليه نقديًا لفهم القيم والدروس الإنسانية، مستخدمًا الفكاهة والسخرية لتبسيط التحليل وجعله مشوقًا.

وكذلك يشير الكتاب إلى “فولتير كناقد”، يؤكد على دوره في بناء الفكر الحديث، وتأثيره على الحركات السياسية والاجتماعية، مثل الثورة الفرنسية، من خلال نقد المجتمع والاستبداد.

وأخيرًا، يستعرض الكتاب “فولتير كسياسي” ناضل ضد الاستبداد، داعيًا إلى حقوق الإنسان، والتسامح الديني، ومحاربة الظلم سواء السياسي أو الديني، مقدمًا نموذجًا واضحًا للفيلسوف الفاعل في المجتمع.

توفي فولتير في 30 مايو 1778م عن عمر يناهز 83 عامًا، مخلفًا إرثًا غنيًا من الأعمال الأدبية والفكرية التي ما زالت تؤثر في الفكر الحديث.

فالكاتبة تعرض السيرة الذاتية لفولتير مبينة أهم سماته الفكرية والإنسانية كالحرية والعقل والتسامح. بأسلوب يتسم بوصفه سردي جذاب يجمع بين التحليل والطرح الممتع، يقدم رؤية شاملة لشخصيته وأفكاره، ليكون مرجعًا مهمًا للشباب وعشاق الفلسفة والتاريخ.

الباحثة- رانيا عاطف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى