حمدي رزق يكتب : وزير زمهلكاوى

بذكاء نادر، تخارج طيب الذكر العندليب الأسمر “عبد الحليم حافظ” من مأزق التصنيف الكروي، أنت أهلاوي ولا زملكاوي؟
سؤال صعب، من خارج المنهج كما يقولون، أجاب العندليب على السؤال مازحا “أنا زمهلكاوى”، هكذا فعلها العندليب، جمع بين الأهلي والزمالك، بين الحسنيين كما يقولون.
إجابة العندليب لم تقنع أحد، الجميع يعرفون بانتماء حليم للأهلي، إلا أنه كان حريصا على عدم إعلان ذلك على الملأ، وحافظا علي مشاعر القبيلة البيضاء، حتى يكون على مسافة واحدة بين الجميع، وجمع بين ما لا يجمع، جمع حب جماهير الناديين، يذكرونه بكل الخير، ولم يختلفا عليه أبدا.
السؤال بديهي، ومكرور ومتكرر، وله وجاهته الكروية، هناك نجوم مجتمع يشهرون هويتهم الكروية ولا يخشون في لون الفانلة لومة لائم، والأمثلة ماثلة، وعادة ما يحترم الجمهور خياراتهم الكروية، ويغفرها لهم على مضض، من قبيل الحب.
أتذكر أن الكينج “محمد منير” قد أثار الجدل الكروي قبل أعوام معلنًا تحويل قبلته الكروية للنادي الأهلي، ما صدم القبيلة البيضاء، وقبل أن تفرح القبيلة الحمراء باقتناص الكينج الأسمر من القبيلة البيضاء ، سرعان ما تراجع منير وقال في تصريح شهير “أنا زملكاوي ومقدرش أكون غير زملكاوي”، وزيادة في الحب حبتين، قال الكينج “لدي ١٧ حفيدًا، جميعهم ينتمون لنادي الزمالك”، وعن تحول قلبه نحو الأحمر قال “كانت في وقت غضب ليس أكثر”!!
غفرتها القبيلة الحمراء للكينج لأنه حبيب القلوب ، ولم تغفرها لوزير الشباب والرياضة الدكتور ” أشرف صبحي” ، الوزير زملكاوي منذ نعومة أظافره، لا ترحمه المنابر والمنصات والصفحات الحمراء ، تستهدف الوزير صبحي سهام حمراء .
الاتهامات الحمراء تراوح مكانها ، الوزير “زملكاوي” قح، وزير فانلته بيضاء بخطين حمر، ويجامل الزمالك على حساب الأهلي، وفي كل ظهور الوزير يواجه بهذا التصنيف الذي يحمل اتهاما صريحا، وعادة ما يصمت الوزير ولا يرد، على اعتبار ان الأفعال الوزارية تنسخ الأقوال الكروية .
الوزير في تصريحات أخيرة ، خرج عن صمته، كسر حاجز الصوت ، في محاولة حميدة لتهدئة خواطر القبيلة الحمراء، بقوله “لا تشغلنا ألوان التيشيرتات.. ما يشغلنا علم مصر، لست وزير الأهلى والزمالك، أنا وزير الرياضة، نهدف لإعلاء اسم مصر في المحافل الدولية والعالمية والأوليمبية”..
ولم تهضمها القبيلة الحمراء، بينها وبين الوزير نفور صامت حتي ساعته وتاريخه ، عكسه الفريق كامل الوزير ، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ، وزير النقل والصناعة ، لا يتخفى من زملكاويته، ويعلنها صريحة مع ابتسامة مريحة .
في مجلس الوزراء هناك من يتخفى من ( زملكاويته ) طالما في موقعه ، ويخفي لون الفانلة ، رئيس الوزراء المهذب الدكتور مصطفي مدبولي يخفي فانلته البيضاء، سياسيا ، هذا أسلم ومن خاف سلم، عله يسلم من ألسنة جمهور التالتة شمال.
أذكاهم كرويا، كان طيب الذكر الشاعر الغنائي “حسين السيد”، حل المشكلة حلا جذريا، في كلمات أغنيته “بين الاهلي والزمالك محتارة والله” بصوت الشحرورة “صباح”، يقول : “حب الأهلي والزمالك حيرني والله / أنت أهلاوي.. أنت زملكاوي / الاثنين حلوين.. الاثنين جامدين / الاثنين هايلين.. محتارة أشجع مين / وألا أشيل مين جوه عيوني”.
يحتاج مجلس الوزراء إلى ترديد الأغنية على مسامع الجماهير قبيل الاجتماع الأسبوعي، قد ينجو المجلس الوزاري المكبر من غضبة القبيلة الحمراء، يقولون مجلس الوزراء يرتدي فانلة بيضاء بخطين حمر!
نقلا عن أخبار اليوم