خالد إدريس يكتب لـ «30 يوم» : رصد الداخلية وإعادة الانضباط

لا شك أن هناك تغيرات اجتماعية متسارعة شهدها الشارع المصرى فى الآونة الأخيرة، ونتجت عنها ظواهر سلبية خطيرة ظهرت فى شكل فوضى وإثارة ذعر وبلطجة وخروج على القانون، وهنا برزت الحاجة الملحة إلى فرض الانضباط، والتصدى للظواهر السلبية التى تهدد أمن المواطنين وسلامة المجتمع.
وللحق أن وزارة الداخلية كان لها دور محوري فى التصدى لهذه الممارسات، حيث تبنّت نهجًا حاسمًا يعتمد على الرصد المسبق والتحرك السريع، لإعادة الانضباط وتحقيق الردع.
تابعت عن كثب ردود أفعال وزارة الداخلية لما ينشر على وسائل التواصل وسرعة تحركها، وأعجبتنى جهود تلك الوحدة الجديدة التى أصبحت مصدر رعب للمنفلتين والمخالفين، وهى وحدة الرصد التابعة للإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات. وهذه الوحدة تتابع على مدار الساعة كل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى، سواء من مقاطع تُظهر بلطجة أو استعراضات خطرة أو جرائم مرورية صارخة، وتتحرك فورًا لضبط المتهمين وتقديمهم للعدالة.
انتشرت فى السنوات الأخيرة فيديوهات يظهر فيها أشخاص يتجولون بأسلحة بيضاء، أو يمارسون استعراضات عدوانية فى الشوارع، أو يختلقون وقائع غير حقيقية قد تؤدى لتكدير السلم العام من أجل الترند، سواء بقصد وهو ما يعتبر خيانة للوطن أو بدون قصد للشهرة وتحقيق أرباح، وسواء هذا أو ذاك كان لا بد من التصدى لهم حتى لا تخرج هذه الظواهر السلبية عن السيطرة وتصبح الشوارع مرتعًا يسودها قانون الغاب.
ولا شك أن وسائل التواصل رغم عيوبها الكثيرة إلا أنها ساعدت فى كشف العديد من الظواهر السلبية التى تؤرق المواطنين المسالمين، وأدت إلى تسليط الضوء على وقائع كثيرها تتكرر بصفة يومية فى مناطق عديدة مثل ظاهرة التكاتك التى أصبحت تمثل مصدر قلق لكثيرين خاصة قائدى السيارات، بعد أن استفحل خطر الظاهرة وامتد من المناطق العشوائية إلى الشوارع الرئيسية بأرقى المناطق، وسأضرب مثلاً بمنطقة المهندسين، حيث ترتع التكاتك فى شوارعها وتسير عكس الاتجاه فى شارع أحمد عرابى وشارع السودان، بل ويضيئون الأنوار العالية فى عيون قائدى السيارت الذين يسيرون فى طريقهم الصحيح، والويل لمن يعترض أو يحاول أن يقف فى وجه سائق التوكتوك المخالف.
أشيد بجهود الداخلية فى ظل قيادة السيد محمود توفيق الرجل الذى يعمل فى صمت وأثنى على سرعة تحركها وضبط المخالفين، وأطالب رجالها بالمزيد من الحزم فى مواجهة الظواهر التى تؤرق المجتمع، وبفضل هذه السياسات الأمنية الحازمة، بدأ المواطن يشارك فى تسليط الضوء على مزيد من السلبيات، بعد أن شعر بعودة الانضباط للشارع، واستجابة الداخلية السريعة.
وزارة الداخلية، من خلال يقظتها الأمنية، ووحدة الرصد، والتحرك السريع على أرض الواقع، تلعب دورًا جوهريًا فى ضبط الشارع المصرى ومواجهة الانفلات. ومع تزايد التحديات، تبقى هذه الجهود بمثابة صمام أمان للمجتمع، ورسالة واضحة بأن لا أحد فوق القانون، وأن الدولة جادة فى فرض هيبتها والحفاظ على أمن المواطن، والويل لكل من تسول له نفسه أن يخالف القانون أو يكدر السلم العام.
تحية لرجال الشرطة الساهرين على حماية الجبهة الداخلية والتصدى للجرائم، وتحية لأرواح شهدائهم الأبرار.. وحفظ الله مصرنا الحبيبة من كل سوء.
Khalededrees2020@gmail.com