لم تقتله رصاصة وقتلته كرامته : وفاة الشيخ الدرزي مرهج شاهين حزنا على حلق شاربه

نقلت مصادر عن مقربين من الشيخ الدرزي مرهج شاهين، الذي ظهر مؤخراً في مقطع فيديو تعرّض خلاله للإهانة وحلق شاربه على يد مجموعة مسلحة تتبع القوات الحكومية بقيادة أحمد الشرع، أنه فارق الحياة متأثراً بحالة من الحزن الشديد، لا سيما أنه في العقد الثامن من عمره.
وأفادت مصادر بأن الشيخ شاهين لازم منزله منذ وقوع الحادثة، ولم يغادره عقب دخول قوات الأمن السوري إلى قريته الواقعة في ريف السويداء الغربي، بحسب ما ذكرت الشبكة نفسها.
وأثار مقطع الذي انتشر على نطاق واسع موجة حزن واستنكار في أوساط أهالي بلدة الثعلة السورية، حيث يتمتع الشيخ بمكانة اجتماعية مرموقة.
والشيخ مرهج لم يكن شخصية عادية في بلدته الثعلة، إذ كان حارساً لذاكرة الجبل، جمع منذ عام 2005 مئات القطع التراثية في مضافته التي تحولت إلى متحف شعبي يقصده الزوار وعشاق الأصالة، وكان شاعراً وعازف ربابة، ومقاتلاً حمل السلاح دفاعاً عن مطار الثعلة عام 2015.

الفيديو الذي وثّق لحظة حلق شاربه أثار استنكاراً واسعاً في السويداء، حيث اعتبر كثيرون أن ما جرى يمثل انتهاكاً لكرامة شيخ مسن يتمتع بمكانة اجتماعية رفيعة.
وتزامنت وفاة شاهين مع اشتباكات عنيفة شهدتها السويداء منذ الأحد الماضي بين مسلحين من الطائفة الدرزية ومجموعات مسلحة اخرى، أسفرت حتى صباح الأربعاء عن سقوط 248 قتيلاً بينهم مدنيون، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
فلم تقتله رصاصة.. بل قتلت كرامته هكذا علّق أحد المقربين من الشيخ، مضيفاً أن مشهد حلق الشارب أمام الكاميرات كان أقسى من أي رصاصة قد يطلقها عدو.
ووفقا لآخر حصيلة أعلن عنها المرصد السوري صباح الأربعاء، فإن الاشتباكات المتواصلة في السويداء منذ الأحد، ارتفعت إلى 248 قتيلا بينهم 64 مسلحا درزيا و28 مدنيا منهم 21 قتلوا بإعدامات ميدانية برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية”، مقابل 138 قتيلا من عناصر وزارتي الدفاع والأمن العام و18 مسلحا من العشائر البدوية، ومنهم من استشهد بغارات إسرائيلية.
وذكرت وزارة الدفاع السورية صباح الأربعاء، أنه بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع وجهاء وأعيان مدينة السويداء، عادت مجموعات خارجة عن القانون إلى مهاجمة قوات الجيش والأمن الداخلي داخل المدينة، وقد أكدنا في تعليمات سابقة أحقية قوات الجيش في الرد على مصادر النيران.
وبدأت الاشتباكات في السويداء صباح الأحد بين مجموعات مسلحة من الطائفة الدرزية وعشائر بدوية، قبل أن تتدخل قوات أمن سوريا لفض الاشتباكات حيث دفعت وزارة الدفاع بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وفي أعقاب ذلك قامت إسرائيل بالتدخل وأعلنت مهاجمة آليات عسكرية وقوات الأمن ومواقع مختلفة بالمنطقة.