الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : وقائع غرفة الطعام

أضاع بنيامين نتانياهو الفرصة على دونالد ترامب، وأغلق في وجهه الطريق المؤدي إلى جائزة نوبل للسلام.
آخر ما كان ينتظره ترامب ترشيح نتانياهو له، وقد كان ذلك واضحاً عندما استلم نسخة من الترشيح مصحوبة بابتسامة عريضة منه ومن زوجته، «التكشيرة» عبرت عن مشاعره، رغم صمته، وعدم إبداء أي اهتمام بالهدية غير المرغوب فيها، فهذا ليس وقتها، وتخيلناه يقول «أنت ستضعف فرصي بشهادتك»!
وهذا ما سيحدث، الشاهد الهارب من العدالة الدولية والمحلية لا تقبل شهادته، فهو يمثل الجانب المظلم من التركيبة الإنسانية، والكون كله يئن من شدة وقع أفعاله، ويكفيه أن دول العالم أجمع تصوّت ضده في كل تصويت تشهده قاعات الأمم المتحدة، ولا يجد أكثر من عشرة أصوات تقف معه في أحسن الأحوال، وجائزة بحجم وقيمة «نوبل للسلام» لا يمكن أن تذهب إلى مرشح مجرم الحرب المطلوب!
تلك واقعة واحدة من وقائع «غرفة الطعام» في البيت الأبيض، وهي الوحيدة التي يستشهد بها، أما البقية، بقية ما دار في لقاء نتانياهو وترامب، فيمكننا أن نقول عنها إنها كانت فارغة، مثلها مثل الأطباق الفارغة الموزعة على الطاولة، لا تحمل أي جديد يذكر، فالساقية مازالت تدور حول نفسها، وترامب مازال يتحول من اتجاه إلى اتجاه متبعاً الأجواء والأهواء، تتقاذفه الرياح، ورياح الرئيس هي مزاجه، ونوع الشخص الذي يجلس أمامه!
وبعد الكلام المفرغ من محتواه، الكلام الذي يطيل عمر النزاع في المنطقة، ويغذي الدمار في غزة، تبادل الاثنان خطط ترحيل الفلسطينيين كما ذكرا، وليس سكان غزة أو «ريفيرا ترامب» في الشرق الأوسط، هذا يقول جملة وذاك يرد بجملة أخرى، حتى حددا نتيجة أرادا إيصالها إلى العالم، رغم كذبها ومخالفتها للواقع، فالرئيس الأمريكي، وعلى عكس البيانات الصادرة عربياً، ادعى بأن خطته لنقل الفلسطينيين حصلت على تعاون كبير من الدول المجاورة لإسرائيل!