توبكُتّاب وآراء

داليا البيلي تكتب لـ «30 يوم» : من سنترال رمسيس إلى طرق المنوفية .. تسلسل الحوادث يطرح فرضية التخطيط الخفي

في أيامٍ قليلة ماضية ، شهدت مصر سلسلة من الحوادث غير العادية ، منها حرائق مفاجئة في منشآت حيوية، وحوادث طرق دموية في أماكن متفرقة، لكنها متزامنة بشكل يثير الشكوك.

لم تكن هذه الأحداث عشوائية ولا بسيطة، بل استهدفت مناطق استراتيجية ترتبط بخدمات الدولة الأساسية.

فهل نحن أمام مجرد “ظروف سيئة”؟ أم أن ما يحدث هو مخطط منظم ومدروس لضرب الثقة، وتعطيل الدولة، وزرع الفوضى تدريجيًا؟
الأدلة والإشارات تقول: نحن أمام شيء أخطر من مجرد صدفة.

لماذا ليست مصادفة؟

1. الهدف .. منشآت استراتيجية
• حريق كبير في مركز سنترال رمسيس، أدى لانهيار بعض خدمات الاتصالات والإنترنت على مستوى الجمهورية، وتأثرت به البنوك وبعض الجهات الحكومية .
• حريق آخر في مصنع بمدينة دمياط الجديدة، تسبب في دمار لموقع إنتاجي مهم.

2. التوقيت .. تزامن لافت
• تكرر الحوادث خلال أسبوع واحد فقط، وفي مناطق مختلفة، لكن بتوقيت متقارب.
• بالتزامن: حادث مأساوي في المنوفية أودى بحياة 19 فتاة، يليه حادث آخر بعدها بأيام في نفس المحافظة.

3. طريقة التنفيذ .. صامتة ومدمرة

هذا النمط يقترب من الخصائص التقنية لما يُعرف بـ “الضربات الرمادية” – أي عمليات لا تُصنّف كإرهاب مباشر، ولكنها تضرب مفاصل الدولة بشكل غير مباشر، عبر:
• إرباك الخدمات الحيوية.
• زرع القلق النفسي لدى الناس.
• دفع المواطن نحو فقدان الثقة في الأمان والاستقرار.

لماذا يُرجّح أن يكون ما يحدث مخططًا؟
• الحوادث تستهدف قطاعات تؤثر في المواطن يوميًا: الإنترنت، الطرق، المصانع.
• لا توجد جهة واضحة تقف وراء ما يحدث، وهذا بحد ذاته دليل على “ وجود نمط متشابه في التخطيط”.
• التوقيت حساس، في ظل خطوات اقتصادية وطنية ومشروعات استراتيجية تقودها الدولة المصرية.

كل هذا يؤكد أن ما يجري محاولة ممنهجة لإرباك الداخل، واستغلال لحظات الانشغال الوطني لهدف ما .

كيف نواجه هذا المخطط؟
1. اليقظة الشعبية: أن يكون كل مواطن مدركًا أن هناك من يحاول ضرب الاستقرار، وأن أي شائعة أو تضخيم قد يكون جزءًا من المعركة.
2. عدم الانسياق خلف الإشاعات: الشائعات سلاحهم الأول، ووعيك هو الحصن.
3. الثقة بالدولة ومؤسساتها الأمنية: هذه المؤسسات تملك المعلومات والتحليل والاستباق، وواجبنا دعمها.
4. التبليغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة أو محاولات إثارة بلبلة.

في هذا التوقيت .. وعي المواطن هو خط الدفاع الأول

إن وعي المواطن المصري هو رأس الحربة في مواجهة هذه المحاولات الخبيثة، وكل مصري ومصرية مطالبون اليوم بالثبات والثقة والتبصّر، وعدم السماح لأعداء الداخل أو الخارج بالتسلل إلى عقول الناس أو التأثير على وعيهم الجمعي.

الخلاصة

ما يحدث ليس عشوائيًا. هو تخطيط محكم لإسقاط الثقة، وبث الذعر، وإرباك الدولة دون إعلان حرب.
ولذلك، فإن وعي المواطن المصري وتماسكه مع مؤسسات الدولة هو السلاح الأقوى الآن.

ولكن مهما الماكرون، وحاول أهل الشر والفساد، فمصر عصية عليهم، ومحمية بحفظ ورعاية رب العالمين.
وستظل بعون الله وعيون رجالها وصقورها الساهرة، دولة قوية، موحدة، لا تنكسر ولا تسقط.
وتحيا مصر حرة وأبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى