اللبناني وليد عماد يكتب لـ «30 يوم» : لماذا يُحبنا هؤلاء ويكرهنا آخرون بلا سبب

هل سألت نفسك يوماً يا صديقي، لماذا يحبك بعضهم بلا سبب ويكرهك ٱخرون بلا ذنب؟
عندما وجدت كل الأجوبة، ضاعت الأسئلة….
يا صديقي في دروب الحياة، ويا عزيز الروح…
تأكد أن النور الذي أضاء وجهك، فانٍ له في قلوب الناس أصداء متبانية فمنهم من يتدفأ به ومنهم من يحرقه ضياؤك.. لا لأنه حارق بل لأن عيونهم المعتمة لم تحتمل نورك.
يا صديقي لا يستجدى ولا يباع إنما هو طيف ينزل على القلوب الطاهرة فيغسلها من الصدأ ويترك فيها اثراً من الجمال الخاص..
الحياة مواقف وتجارب فيها شهد النحل وسموم العقارب وفيها شهامة غريب وخذلان قريب.
هناك مواقف أيقظتنا وصنعتنا من جديد، وهناك علاقات توقعنا منها الكثير ووجدنا منها القليل.
فمن اكرمنا نكرمه ومن استهان بنا ننحى بأنفسنا عنه، أما من اشترى خاطرنا ولو بكلمة صادقة نشتري له الدنيا وما فيها.
يا صديقي ليست كل الطرق معدة للمضي فيها، وليست كل الأماكن التي نفر اليها تليق بأحجامنا وليس كل بقاء يقين حب والرحيل يعني تخلياً وليست كل القلوب ملاذاً ٱمناً للسكن في رحابها وليست كل الأمنيات صالحة.
يا صديقي…نعيش كالبحر بالعمق والشفافية أعماقنا كأعماقه ولا يجيد فهمنا الّا من غاص في أعماقنا وتمكن من فهمنا وهكذا يكون حال أرواحنا سهلة ممتنعة واضحة وغامضة لا يدركها إلا من يريد إدراكها بصدق ولا يدركها من قرر أن ينظر إليها من الشاطئ.
وبين الغوص في بحر الأمنيات وأمواج الأسئلة…
فمن توكل على الله وصل إلى شاطئ بر الأمان.
ولأن الدنيا لا تأتي بما نشتهي دعوت الله أن يكرمنا ويثبت الرضا في قلوبنا أينما كُنّا