أخبار العالمتوبمنوعات

تركيا وإسرائيل هل ينزلقان نحو صدام عسكري

قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن أنقرة تشعر بعدم ارتياح إزاء إسرائيل وهويتها الجديدة، باعتبارها قوة مهيمنة في المنطقة تتسم بالجرأة والحزم، وهو دور طالما طمح إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتستشهد الصحيفة باتهام وجّهه السياسي التركي دولت بهجلي، وهو حليف رئيسي لأردوغان، إلى إسرائيل مؤخراً بمحاولة “محاصرة الأناضول” وزعزعة استقرار تركيا، معتبرة أن هذا التفكير لم يعد هامشياً داخل البيروقراطية التركية ووسائل الإعلام الرئيسية.

وتقول الصحيفة إن هناك صورة معاكسة لهذا الهوس تتجلى في إسرائيل، حيث تنظر أجزاء من المؤسسة الأمنية بشكل متزايد إلى النفوذ الإقليمي التركي على أنه تهديد طويل الأمد “أخطر من إيران”.

لقد أثار دعم أردوغان العلني لحماس ردود فعل حادة من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو ما أثار تبادلاً لانتقادات لاذعة، وعزز التواصل الإسرائيلي مع الأكراد السوريين، الذين طالما اعتبرتهم أنقرة تهديداً.

وكتبت: في منطقة غير مستقرة بالفعل، قد يؤدي صراع بين اثنين من أقوى جيوش المنطقة – وكلاهما حليف للولايات المتحدة – إلى مزيد من تآكل توازن القوى الهش”.

وتعتبر الصحيفة ،أن الصراع بين القوتين الإقليميتين هو صراع أيديولوجي وجيوسياسي، وأن سوريا – بعد سقوط نظام بشار الأسد – هي الساحة الأكثر إلحاحاً للمواجهة المحتملة، فبينما تسعى تركيا لتعزيز نفوذها في سوريا، داعمةً حلفاءها الذين يتولون السلطة الآن، ومطالبةً بحكومة مركزية مستقرة ومتحالفة مع أنقرة، كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية وأعربت عن دعمها الحكم الذاتي للأكراد والدروز، وتنظر إلى حكام سوريا الجدد بعين الريبة نظراً لجذورهم الجهادية.

وتقول الصحيفة: بلغت التوترات ذروتها في أبريل ، عندما قصفت إسرائيل موقعاً مُخصصاً لقاعدة تركية في سوريا، و يوجد الآن خط عسكري ساخن، لكن التعاون الدبلوماسي الأوسع مُجمد (بين تركيا وإسرائيل)”.

وترى الصحيفة أن تركيا استخلصت دروسها الخاصة من حرب إيران، إذ يُعدّ قتل إسرائيل للقيادات العسكرية الإيرانية تذكيراً صارخاً بتفوقها الجوي وقدراتها الاستخباراتية، الأمر الذي يجعل “أنقرة تتحرك الآن لمعالجة نقاط ضعفها بشأنه.

وتدعو كاتبة  المقال بالصحيفة “أصلي أيدن طاشباش” الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى استخدام علاقته الجيدة مع كل من نتنياهو وأردوغان لإدارة هذه المواجهة.

واختتمت: “مع إضعاف إيران، يجب على واشنطن وحلفائها إدراك أن الاختبار التالي للشرق الأوسط قد يأتي من التنافس بين اثنين من أقرب شركائهما – تركيا وإسرائيل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى