أخبار مصرتوبكُتّاب وآراء

عبد المحسن سلامة يكتب لـ «30 يوم» : التيار والجماعة والشلة

سقطت جماعة «الإخوان المسلمين» حينما قدمت مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن، ونكصت عن وعودها بعدم المشاركة فى الانتخابات الرئاسية التالية لثورة 25 يناير، وتناست شعار «مشاركة لا مغالبة» الذى أطلقته ثم تحولت ممارستها إلى استحواذ ومغالبة لا مشاركة فى جميع القطاعات.

هكذا تتفكك الدول وتنهار حينما تتحكم الجماعات والتيارات فيها، ويصبح الولاء للجماعة أو التيار هو الفيصل فى تولى المناصب فى مختلف المجالات تحت شعار الولاء أولاً وأخيراً، وأن تكون مصلحة الجماعة أو التيار مقدمة على كل الاهتمامات والأولويات الأخرى.

زاحمت الإخوان بأكثر من مرشح رئاسى من المنتمين أو المؤيدين مثل خيرت الشاطر، ود. محمد مرسى، وحازم صلاح أبو إسماعيل، ود. عبدالمنعم أبو الفتوح ليتم بعد ذلك استبعاد خيرت الشاطر، وحازم صلاح أبو إسماعيل لمخالفة شروط الترشح، ثم استبعاد عبد المنعم أبو الفتوح لعدم نجاحه فى الجولة الأولى، وانتهى الأمر إلى ولاية د. محمد مرسى.

كان حكم د. محمد مرسى نموذجاً عمليا «للتكويش» و«المغالبة»، واستمراراً لنفس نهج الجماعة والاستحواذ بعد ذلك على مجلس الوزراء (رئيسا وأعضاء)، وكذلك مجلس المحافظين، والتمدد داخل القطاعات المختلفة تحت شعارات زائفة هدفها التكويش والاستحواذ بعيداً عن الصالح العام.

لكل هذا كان السقوط سريعا، ليتدخل الشعب المصرى فى اللحظة المناسبة لإنقاذ مصير دولته ومستقبلها.

الإخوان والجماعات والميليشيات هم نماذج لتيارات أخرى لاتزال موجودة بيننا تقدم مصالح تياراتها على الصالح العام، وتجدهم فى كل مشهد «يتخندقون» خلف تياراتهم، ورغم خلافاتهم العلنية مع جماعات الإسلام السياسي، إلا أنهم يسلكون نفس مسلكهم فى التضليل، وتزييف الوعى، ونشر الأكاذيب، وتشويه الآخر، بهدف تحقيق مصالحهم تحت أى مسمى حتى لو كان ذلك ضد الصالح العام.

أتمنى أن تكون ذكرى 30 يونيو ملهمة لكشف كل تيارات التزييف الكاذبة والفاشلة التى تحاول القفز بالوطن ومؤسساته نحو المجهول انتصاراً لأفكارهم الفاشلة، أو تياراتهم .

abdelmohsen@ahram.org.eg

 اقرأ أيضا

عبد المحسن سلامة يكتب لـ «30 يوم» : تساؤلات عن مضيق هرمز!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى