حمدي رزق يكتب : فيلم العاصمة الإدارية؟!

لم يستهدف مشروع قومي بعد مشروع ( ازدواج قناة السويس ) مثل مشروع ( العاصمة الإدارية الجديدة) ، وكما استهدف مشروع القناة الذي ضاعف غلة الإيرادات المحققة (قبل صواريخ الحوثي) يستهدف مشروع العاصمة الإدارية بمسيرات مفخخة تطلقها منصات إلكترونية غامضة.
علي مدار الساعة إخوان الشيطان في منافيهم البعيدة يطلقون المسيرات الإلكترونية في سماء العاصمة الإدارية، يقصفون بناياتها العالية، وأحيائها الحديثة، لم ينجو من مسيراتهم المفخخة حتى ( مسجد مصر الكبير ) ناهيك عن استهداف كاتدرائية ( ميلاد السيد المسيح ) عليه السلام.
استهداف العاصمة الإدارية بات مشهدا متكررا، يستحضرون العاصمة من خلفية المشهد ، لتتصدر المكلمة الليلية ، كلما ألم بالبلاد حادث عارض، قضاء وقدر يحيلونك دوما إلى العاصمة الإدارية، وكأنها منبع الشرور وموطن الأشرار .
وكما وصموا نهضة الساحل الشمالي العمرانية السياحية ب “الساحل الشرير” في حملة كراهية عاتية، يصمون العاصمة الإدارية، ويرسمونها عاصمة كريهة في أعين الطيبين.
مسيراتهم الإلكترونية سقطت في مياه القناة التي أثمر ازدواجها مليارات من الدولارات ، فابتعدوا عنها بمسافة ، تحولوا إلي قصف العاصمة الإدارية بأسراب من مسيراتهم السوداء.
العجيب والغريب والمثير للدهشة ، تماهي نفر من الفضائيين المبرمجين على موجة (الترند الشرير ) مع تلك الهجمات الموجهة ، وليس هناك ما يجلب الترند (المشاهدات) سوي قصف أبراج العاصمة الشاهقة، كلما استهدف القصف الشاهق كلما شهق المشاهدون من المفارقة.
استهداف العاصمة والتحريض علي المشروع (الحلم) يذكرك بمشهد في فيلم “الشيماء” عندما اجتمع الأشرار ” أحمد مظهر وكنعان وصفى” محرضين الشرير ” نصر سيف”، الذى يتميز غضبا ويعوي فى وجوه المشاهدين، كل يوسوس في إحدى أذنيه يسألانه: مَن هم ألد أعدائكم؟.. فيجيب: خزاعة.. مَن قتل كلثوم؟ خزاعة.. وسلمى وذئيب؟ خزااااااااعة.. خزااااااعة.. وصرخة رهيبة ترتعد من هولها الفرائص!!.
هكذا يجري تحريض العامة علي كراهية العاصمة الإدارية، مَن سبب الأزمة الاقتصادية.. العاصمة الإدارية، مَن وراء المديونية.. العاصمة الإدارية، من وراء ارتفاع الاسعار .. العاصمة الإدارية ، مَن وراء حادثة الأقليمي قبالة المنوفية.. العاصمة الإدارية، وهكذا دواليك، تحريض على العاصمة الإدارية باعتبارها أم البلايا، ولولاها لكانت الحياة لونها بمبي!
استهداف مشروعات ( الجمهورية الجديدة ) ، ابتداء بقناة السويس ، العاصمة الإدارية ، العلمين، الجلالة، فضلا عن المدن الذكية، ومدن الدواء والغزل والجلود، والمدن الصناعية، والمزارع الصحراوية، والمثلث الذهبي ، بنك اهداف مستباحة أمام مسيرات مجهولة تقصف الرؤوس العارية من المعلومات اليقينية من مصادرها الموثوقة.
القبة المعلوماتية الوطنية ليست محصنة ولا مؤهلة لصد المسيرات المعادية، فيها عيب خلقي، نقص فادح في المعلومات ، ثغرات في حائط الصد المعلوماتي، فتصيب المسيرات أهدافها ، وتكلفنا خسارة في المصداقية.
أخر قصفة وأعنفها، في طيات حادث الإقليمي المروع، والطيبين حزاني على فلذات أكبادهن ، تحترق مسيرة مجهولة حاجز الصمت الرهيب أمام جلال الموت، وتقصف العاصمة بصاروخ يحمل عبوة مفخخة، ما يسمي ( ديون العاصمة الإدارية) ، وأنها بلغت تريليونين من الجنيهات.
سرعان ، تلقف الكذبة فضائيات معادية، ووجهت صواريخها متعددة الرؤوس إلى قلب العاصمة الإدارية ، وهات يا قصف، العاصمة مديونة، العاصمة خربت، الصينيون انسحبوا، والمطورين احجموا، والعاصمة في خبر كان !!
وانا استفدت ايه ، السؤال العدمي المعتاد ، ماترتب علي حديث التريليونات ، وليه نبني عاصمة جديدة ،
القاهرة تكفي ، حديث مكرور متكرر يفكرك بحملة، وليه “رافال”، وليه “ميسترال”، وليه نتسلح من أصله، هوه احنا هنحارب ؟!
العاصمة الإدارية الجديدة تنحر أكباد إخوان الشيطان، أقيمت على أطلال خلافتهم البائدة، عاصمة الجمهورية الجديدة، مشروع مستقبلي يثير في قلوبهم كل مشاعر الحقد الدفين، ويحرك في نفوسهم الخربة ثارات ماضوية .
أقسموا ليصرمنها ولا يستثنون مشروعا قوميا، كل حجر في بناية الجمهورية الجديدة ثقيل على قلوبهم، حتى مشروع ” حياة كريمة ” يضنون به علي كرام المصريين، ويقصفونه بوابل من مسيرات كاذبة، ويتبعهم الغاوون، والتابعون، والمؤلفة قلوبهم، ومن كان في قلوبهم مرض من 30 يونيو .
استهداف العاصمة الإدارية مخطط خبيث، يتجدد كل 30 يونيو بنفس السيناريو المكتوب، ويتجدد تلقائيا كلما ألم بالبلاد حادث عارض، يستحضرون مشهد ” خزاعة ” من فيلم ” الشيماء ” .
يبدو أن مؤلف فيلم العاصمة الإدارية نضب معينه الخيالي، لم يعد لديه جديد يضيفه سنويا ، فبات يعرض فيلم ( خزاعة ) كل 30 يونيو ليعكنن علي المصريين يوم انتصارهم علي فلول الإخوان في معركة الإتحادية.
نقلا عن الأهرام