كُتّاب وآراء

سماحة سليمان « لايف كوتش » تكتب لـ « 30 يوم: الاحتياج الحقيقي للمرأة

يعتقدون أنهم “زيادة” عليك… لكن الحقيقة غير ذلك.

هو لا يراكِ… هو يرى نفسه في مرآتكِ.

وكلما ازداد إعجابه بانعكاسه، ظنّ أنكِ محظوظة بوجوده.

نسي أنكِ ضوء المرآة… وأنه من دونك لا يُرى.

في هذا العالم، بعض الرجال لا يدخلون العلاقات ليشاركوا… بل ليتملّكوا.

يدخلون بحضورٍ يعلو، لا يسمع، لا يرى، لكنه يُملي.

يمنحون أنفسهم لقب “النعمة” في حياة امرأة…

وينسون أنها كانت حياة قبل أن يأتوا، وستبقى حياة إن رحلوا.

يُشعِرونك أنكِ الأقل، الأضعف، الأجدر بالصمت.

وكأن لسان حالهم يقول:

“أحمدي ربك إني موجود، إني قبلت أكون بحياتك.”

“في مليون وحدة تتمنى مكانك.”

لكن… من قال أنكِ تحتاجين جسدًا؟

من قال إن وجود أحدهم يكفي لملء الفراغ؟

الاحتياج الحقيقي لا يُقاس بكرسي شاغر، ولا بكلمات تُقال وقت الفراغ.

الاحتياج الحقيقي هو إلى شخص يشعرك بوجودك،

يرى قيمتك، يحترم مشاعرك، يقدّر عطائك…

شخص يكون لكِ أمان، لا عبئًا…

صدق، لا تمثيلًا…

سند، لا عبورًا مؤقتًا.

السطوة الصامتة… لماذا يرى نفسه “أعلى”؟

لماذا يشعر بعض الرجال أنهم “فوق” المرأة؟

لماذا تُصوَّر المرأة على أنها أقل، دائمًا ناقصة، دائمًا بانتظار من “يكمّلها”؟

هل نسيتم أنكم خُلقتم من نفس الروح؟

جسد وروح… تمامًا مثلها.

فما هي الزيادة التي تظن أنك تمتلكها؟

قلبها مثل قلبك… يشعر، يحب، يتألم.

عقلها مثل عقلك… يخطط، يتفكر، يتحمل.

فإن كنتَ ترى نفسك أكثر حكمة…

فأين حكمتك؟

إن كنت ترى أنك الأقوى…

فلماذا تحتاج أن تضعها خلفك كي تشعر برجولتك؟

لماذا تجرّ أذيال ضعفك وتُلقيها على كتفها؟

لماذا تحملها عبءَ سنواتك العجاف؟

ألم يأنِ لك أن تلملم شتاتك بنفسك؟

أن تُضمّد جروحك بيدك؟

المرأة ليست مستودعًا لحزنك،

ولا مرآةً لانكساراتك،

ولا عكازًا تسند به رجولة ضائعة بين ماضٍ موجِع وحاضر مرتبك.

من الطفولة تبدأ القصة…

منذ الطفولة، يُربى بعض الذكور على أن كل شيء من حقهم…

اللعب، القرار، الصوت، الغضب، وحتى الخطأ.

بينما تُربّى الأنثى على الصمت، على الاحتمال، على “خليكي مؤدبة”،

على الرضا بالقليل، والسكوت عن الكثير.

وهكذا، حين يكبر… لا يبحث عن شريكة، بل عن نسخة مطيعة من أمه.

وعندما لا يجدها، يبدأ بإسكات كل امرأة تقف بشموخ.

لأنها تُذكّره بعجزه عن النضج… لا بنقصها.

اللحظة التي تسألين… هي لحظة وعيك.

اسألي نفسك:

لماذا أقبل القليل؟

لماذا أفرح بفتات المشاعر؟

لماذا أبرّر الإهمال على أنه طبع، والغضب على أنه “رجولة”؟

لماذا أتحمل دون أن أسأل نفسي: هل هذا يُرضيني؟

في اللحظة التي تسألين… تبدأي بالتحرر.

لأن التحرر لا يبدأ بالتمرد، بل بالوعي.

وعي أنكِ كاملة بذاتك… وأنك لا تحتاجين أحدًا ليمنحك القيمة،

بل تحتاجين فقط من يعرف قيمتك.

الخاتمة:

كونك رجل لا يمنحك الأفضلية…

وكونها امرأة لا يعني أنها تنتظر منك “رحمة”.

هي ليست ظلًا ولا تابعًا…

هي كيان.

وعندما لا تجد من يراها كذلك،

لا تنكسر… لكنها تنهض وحدها.

تنهض لتقول: أنا لا أحتاجك لتُكملني، بل كنت أبحث عن من يُشارك اكتمالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى