الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ « 30 يوم » : فلنفتح الصفحة الجديدة

سيجد الرئيس الإيراني أيدينا ممدودة، وأحضاننا مرحبة، ونوايانا صافية بصفاء قلوبنا، فنحن في دول الخليج العربية، تتحدث عنا أفعالنا، فلا نضمر لجارنا غير المحبة والاحترام والتقدير، نطلب التعايش بسلام من أجل شعوبنا، ولا نسعى لما يوتر علاقاتنا، ولا نتدخل في شؤون غيرنا، ولا نتغافل عن حقوقنا.
كلام الرئيس الإيراني في اجتماع مجلس الوزراء، يوم الأحد، والمنقول عبر وكالة أنباء إيران الرسمية، يحمل في طياته إيجابية افتقدناها منذ عقود، ومن يعُد إلى بيانات قمم مجلس التعاون الخليجي، فسيجدنا ننادي بما نادى به مسعود بزشكيان قبل يومين، والفارق بيننا 44 عاماً، فمنذ القمة الأولى في 1981، ونحن منفتحون على التعاون معاً، من أجل خليج آمن ومستقر، وتنمية مكملة لبعضها البعض، لتوفير حياة كريمة لشعوبنا، مع الاستفادة من الخيرات التي أنعم الله بها علينا.
بزشكيان أبدى استعداد إيران للتعاون الشامل مع دول مجلس التعاون الخليجي، وفتح صفحة جديدة لعلاقاتها في المنطقة، وهذا كلام غير مسبوق، خاصة عندما يصدر عن الرجل الأول في الدولة الجارة، وعلينا جميعاً أن نتوقف عند الصفحة الجديدة، صفحة خالية من الشوائب التي لطخت الصفحات السابقة، والتي لن نتحدث عنها كثيراً، لأننا سنعتبرها من الماضي، الذي مضى بما حمل، وحتى لا نفتح جراحاً ستندمل مع الأيام، فالصفحة الجديدة هي التي نراها ببياضها وحسن نواياها، لأنها طرحت بعد دروس قاسية ومؤلمة، وبالأخص الدرس الأخير، الذي كاد أن يسحبنا جميعاً إلى متاهة لا يعلم مداها غير الله، ولهذا، لا بد أن تكون تلك الصفحة واضحة بمعالمها وأهدافها وقناعات من يخطّون سطرها الأول، صفحة تزيل مسببات النفور وعدم الثقة، وتبني مقومات التعاون المنشود، على أسس قوية، تحميها إرادة صادقة، وهذا لن يتم دون مناقشات صريحة وواضحة، تبين كل سلبيات العلاقات في الفترة السابقة، وتزيل أسبابها، لتصفى النفوس وتطمئن.
علينا أن نسعى جميعاً، ما دامت هناك أرضية ممهدة من قبل الرئيس الإيراني، تضاف إلى موقف دول مجلس التعاون، الذي كان، ولا يزال، يدعو إلى احترام «الجيرة».