عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : صافرة مصرية غائبة

انطلقت صافرة البداية لمنافسات كأس العالم للأندية في نسختها الحالية، والتي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية، في تجمع رياضي يضم نخبة الفرق العالمية، ومع بدء المباريات، تتجه الأنظار نحو الأداء الفني للاعبين والتكتيكات التدريبية، ولكن بالنسبة للتحكيم المصري، فإن هذا الحدث الرياضي الكبير يُعقد دون أي بصمة أو وجود لصافرة مصرية على أرض الملعب.
لم يتضمن الكشف الرسمي لقائمة الحكام المشاركين في البطولة أي حكم مصري. هذا الغياب المتكرر، والذي بات ظاهرة ثابتة في البطولات الكبرى مثل كأس العالم للأندية، يثير تساؤلات حادة حول موقع التحكيم المصري على الساحة الدولية، ويدق ناقوس الخطر بشأن مستقبله في المحافل العالمية.
في الوقت الذي تشهد فيه كرة القدم العالمية تطورات متسارعة، وتزداد فيه المنافسة على الظهور في البطولات الكبرى، يبدو أن التحكيم المصري قد تراجع إلى الخلف بينما تتواجد أسماء تحكيمية عربية وأفريقية بشكل لافت في قوائم الحكام لهذه البطولات، تظل الصافرة المصرية بعيدة عن هذا المشهد التنافسي المرموق ، هذا غيابٌ يثير القلق وأسئلة بلا إجابات
تتعدد الأسباب المحتملة وراء هذا التراجع، تذبذب مستوى التحكيم المحلي خاصة أن مستوى التحكيم في الدوري المصري الممتاز يعاني من عدم الاستقرار، مع تكرار الأخطاء المؤثرة في المباريات، وهو ما يقلل من فرص الحكام المصريين في نيل الثقة الدولية وبالتالي نقص الخبرات الدولية وغياب الاحتكاك بالبطولات الكبرى وإدارة مباريات ذات ضغط عالٍ هي عوامل أساسية لتطوير الحكم.
علاوة علي ذلك التأخر في مواكبة التطورات التقنية على الرغم من تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) في مصر، إلا أن هناك شعورًا عامًا بوجود حاجة لمزيد من التدريب المكثف والتأهيل المستمر للحكام المصريين على استخدام هذه التقنيات بكفاءة وفعالية تامة تتناسب مع المعايير الدولية إضافة إلي غياب التسويق والدعم الخارجي ، قد يكون هناك قصور في استراتيجيات تسويق الكفاءات التحكيمية المصرية ودعمها من قبل الاتحاد المصري لكرة القدم ولجنة الحكام لضمان ترشيحهم بقوة للمنظمات الدولية.
عودة الصافرة المصرية للمشاركة في كبرى المحافل الكروية مثل كأس العالم للأندية ليست مستحيلة، ولكنها تتطلب جهدًا مضاعفًا والتزامًا حقيقيًا بخطة إصلاح شاملة ، ترتكز تطوير شامل لبرامج إعداد وتأهيل الحكام بما يتوافق مع أحدث المناهج والمعايير العالمية، مع التركيز على الجوانب البدنية والذهنية والتقنية ، توفير فرص احتكاك دولي أكبر من خلال المشاركة في معسكرات تدريب دولية، وإدارة مباريات في دوريات أجنبية قوية، والمشاركة في البطولات القارية ، الاهتمام باللغة الإنجليزية التي أصبحت مطلبًا أساسيًا للحكام الدوليين للتواصل الفعال ، تطبيق العدالة والشفافية في اختيار وترشيح الحكام لضمان وصول الأكفأ والأجدر للمنافسة على تمثيل مصر دوليًا.
لذا عزيزي القارئ انطلاق كأس العالم للأندية بدون حكم مصري يجب أن يكون بمثابة نقطة تحول وجرس إنذار حقيقي لمسؤولي التحكيم في مصر لان هو وجه الكرة المصرية، وغياب هذا الوجه عن أكبر المحافل الكروية العالمية يضر بسمعة الرياضة المصرية ككل.
الأمل معقود على أن يتم تدارك هذا الوضع، وأن نرى قريبًا الصافرة المصرية تضيء ملاعب العالم مجددًا.