توبكُتّاب وآراء
الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : … وعدنا إلى غزة

بعد أن توارت في الخلف لأسبوعين، عادت غزة مرة أخرى إلى الواجهة، واستدارت «فوهات» المدافع والبنادق نحو الخرائب المتراكمة أنقاضها، لتسجل 100 قتيل كل يوم إرضاء للمتعطشين للدماء.
هذه مرحلة جديدة، تختلف كلياً عن كل المراحل التي مرت على القطاع وسكانه منذ السابع من أكتوبر 23، فالجراح ما زالت «توجع» جيشاً يعتقد بأنه صاحب اليد الطولى في المنطقة، وآثار الدمار تزيد النفوس المغرورة والمتغطرسة عقداً فوق عقدها.
فقد كان نصف هذا الشهر امتحاناً غير مسبوق، شوهدت خلاله الصواريخ وهي تخترق الأجواء المحصنة، وانهارت بعض المباني لتعكس صورة مصغرة لما يحدث في غزة، وسقط القتلى والجرحى، وبن غفير «يطبل» مع فرقته معلناً النصر، ومطالباً باستثماره، فهو يعتبر ما حدث مع إيران نجاحاً عسكرياً يجب أن يتبعه فتح أبواب الجحيم أمام جميع أعداء إسرائيل، كما قال في تصريحات تحريضية أول أيام وقف إطلاق النار.
المتطرفون أمثال بن غفير وسموتريتش «نفشوا ريشهم»، ورددوا كلمات كانوا يخشون النطق بها، ولكنه الغرور الذي غالباً ما يودي بصاحبه إلى التهلكة، وتفاخروا بأنهم «القوة الحاسمة في منطقة الشرق الأوسط»، وقبل أن يختفي صدى تلك الكلمات، رد عليهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دون أن يقصد، وكلنا نعرف أن الرئيس في أحيان كثيرة، ونتيجة لعفويته المفرطة، ينسف أصدقاءه بتصريحاته قبل أعدائه، وبيّن عجز إسرائيل عن الخروج من المأزق الإيراني لولا تدخله!
وحتى نكون منصفين، سننتظر وعد ترامب، رغم أن وعوده أصبحت مثل «كلام الليل»، يمحوه النهار، ولكن ما باليد حيلة، علينا أن نصدقه، فهو صاحب القوة التي لا تضاهى، وقد أعلن يوم الأول من أمس بأن هناك أخباراً مشجعة وصلته من مبعوثه إلى الشرق الأوسط، وقد يُحسم أمر غزة وتنتهي مأساتها قريباً!
ونحن سننتظر، علَّ وعسى.