الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : كلهم راسبون

ذكرتنا حرب الاثني عشر يوماً بإعلان نتائج الثانوية العامة عبر الراديو، خاصة في بدايات انتشار التعليم، قبل 40 أو 50 سنة، عندما كان المذيع يعلن اسم مدرسة ثم يتبعها بعبارة «لم ينجح أحد».
حقاً «لم ينجح أحد» في هذه الحرب، رغم أن أطرافها تغنت بالنصر، فاحتفل من احتفل منهم، وتفاخر من تفاخر في خطاب مليء بالمغالطات، واكتفى ثالث بتغريدات تتضمن «فرقعات» صوتية في الهواء، فالنجاح له مقومات، وله درجات، والدرجات لها مجموع، ومن لا يحقق ذلك، ويكون تحصيله النهائي أدنى من الخط الفاصل يكون «الرسوب» من نصيبه.
وقد رسبوا منذ أن كابروا، هذا أخذته العزة بالإثم بعد ما فعله في غزة ولبنان وسوريا، واعتقد بأنه أكبر من أن يوقفه أحد، فخرج من «إطاره» إلى عالم رحب، حيث الأرض الشاسعة، وبعد المسافة، وقلة المخزون الاستراتيجي، وعجزه عن استكمال ما بيّت في نواياه، وبدأ يستنجد بالوصي القوي المتمكن، من يملك ما لا يملكه غيره من وسائل وأدوات تدمير، والكبير يتمنع يوماً، ويتعهد بالحياد في يوم آخر، وفي اليوم الثالث يحرك قوة عالمية، ويشارك في إتمام المهمة في اليوم الرابع، وتتطاير الشظايا، والعالم يراقب، وأفكاره تذهب به بعيداً، إلى حرب عالمية ثالثة قد تجر على مراحل أطرافاً أخرى!
ورسب الطرف الثالث، ومع ذلك كان لا بدّ أن يفعل ما فعله الآخرون، فأعلن على الملأ «تقبل النهائي بالنصر وهزيمة المعتدين»، دون تفكير في المحصلة النهائية لتلك الأيام التي وضعت الجميع على أبواب الجحيم نتيجة التعنت والاستناد إلى وهم ضخّمه المنتفعون!
إنها حرب الرسوب الجماعي، فأبطالها استعاروا بعض القصص من التاريخ، من نيرون والإسكندر المقدوني وهتلر صاحب الدم الأزرق، ولم ينجحوا.