كُتّاب وآراء

السفير مدحت القاضي يكتب لـ «30 يوم» : تقييم وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بين ميزان الربح والخسارة لكلا الطرفين ولصانع القرار بالبيت الأبيض

[١] عند الساعة 07:00 من صباح أمس الثٌلاثاء دخل وقف إطلاق النار – الذي يشوبه حتي هذه اللحظة بعض الغموض – حيز التنفيذ، ويقضي بوقف الأعمال القتالية، والتي بدأتها إسرائيل يوم ١٣ يونيو الجاري.

[٢] وطبيعي أن إتفاق وقف إطلاق النار لم يتضمن وقف او تحجيم الأعمال العدائية!.

[٣] وكما توقعت جاء بعد إعلان الإتفاق تصريح من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: “المعركة مع إيران لم تنتهي.. لا وقت الراحة او التراخي”.

و

[٤] ولعلنا نتذكر انتقاد السيناتور الديمقراطي (كريس مورفي) بشدة لما كان من هجمات إدارة ترامب على إيران وشكك في أهدافها، وقال إنه لم يدمر منشأة فوردو الرئيسية ولم يدمر اليورانيوم المخصب لدى إيران، لكنه فقط عرض أمن القوات الأمريكية في المنطقة للخطر من خلال تعطيل الاتفاق الدبلوماسي وتقريب طهران من موسكو.

[٥] في الوقت الذي تم فيه تعليه مقولة ترامب حيال ضربها قاعدة العيديد الأمريكية في قطر، عندما ذكر: “لقد تم تنسيق ذلك معي وأنا أشكر إيران على عدم إلحاق ضرر كبير”!؟.

[٦] وهو ما كان محل إنتقاد واضح من قِبَل البروفيسور إيتان جيلبوع، أحد أبرز الخُبراء الإسرائيليين في الشؤون الأميركية، بقوله: “لا أتذكر شيئًا كهذا في العلاقات الدولية الحديثة”!؟.

[٧] ومن هنا كان من الطبيعي، صدور توجيهات نتنياهو، الي الوزراء بعدم الإدلاء بأي تصريحات، حتى عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حول التطورات المٌتعلقة بوقف إطلاق النار، حتى إشعار آخر – هذا يشمل جميع وزراء الحكومة دون استثناء.

[٨] للتذكير: مربط الفرس في اندلاع المواجهة العسكرية الأخيرة بين تل أبيب وطهران هو عدم قبول إسرائيل وأمريكا وأوروبا ان يكون لدي إيران ملف نووي!.

[٩] وجاءت الوكالة الدولية للطاقة الذرية شاهد عيان علي مهاجمة المٌنشآت النووية الإيرانية!.

[١٠] لهذا (وكما توقعت): البرلمان الإيراني يوافق علي مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

[١١] و بالنسبة لإيران 🇮🇷 – أهم الخسائر بعد ١٢ يوماً من المواجهة:

[١/١١] خنقنا عدداً من القادة العسكريين من الصف الأول، خاصةً في اليوم الأول للهجمات الإسرائيلية، على رأسهم رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري.

[٢/١١] وكذلك قُتِل عدد من كبار العلماء النوويين، الذين كانت تعتمد عليهم طهران في تطوير برنامجها النووي.

[٣/١١] وأيضا تضررت المنشآت النووية الإيرانية، وربما تعرضت للتدمير بشكل كامل أو جزئي، حسب الرواية الإسرائيلية، خاصةً مع الضربات التي وجهتها الولايات المُتحدة لتلك المنشآت وعلى رأسها المنشآة الأهم في كلًا من “فوردو”، و “نطنز”، و “أصفهان”.

[٤/١١] يضاف إلى ذلك، الخسائر الإقتصادية الكبيرة والدمار في البنية التحتية نتيجة الهجمات الإسرائيلية.

[٥/١١] مقتل وجرح المئات من الإيرانيين من جنود ومدنيين.

[١٢] اما حسابات المكاسب بالنسبة لإيران :

[١/١٢]  الظهور بقدرات غير مسبوقة حيال حرب الصواريخ والمُسَيّرات.

[٢/١٢] تنوع غير مسبوق في القُدرة علي تحديد الهدف ونوعيته.

[٣/١٢] وبالتالي نالت من العواصم الثلاثة للدولة العبرية: الإدارية (تل أبيب بضواحيها) و الإقتصادية (حيفا)و السيبرانية (بير سبع ).

[٤/١٢] وبالتالي، تحقق لها اقتراب أكثر مع الصين و روسيا و باكستان .

[٥/١٢] إكتشاف وإظهار وتعرية ملف عُملاء الم..وسا..د بالداخل وأدواتهم التجسسية والتخريبية. وحيث بلغت حصيلة التوقيفات أكثر من ٧٠٠ شخص إيراني.

[١٣] بالنسبة لإسرائيل – أهم حسابات الخسائر بعد ١٢ يوماً من المواجهة:

[١/١٣] كشف وإظهار ضعف وعيوب قدرة الدفاع الجوي على توفير الحماية من الهجمات الصاروخية.

[٢/١٣] وأسفرت الهجمات الإيرانية عن مقتل وجرح العشرات من الإسرائيليين.

[٣/١٣] ولقد شهد الداخل الإسرائيلي ضربات صاروخية موجعة وغير مسبوقة تعتبر هي الأشد في تاريخه.

[٤/١٣] كما أسفرت الحرب عن دمار في عدد من المدن والمواقع الإسرائيلية.

[٥/١٣] بخلاف تضرر الاقتصاد وتعطل منشآته.

[٦/١٣] التضرر المُجتمعي.. وفقدان الشعور بالآمان..

وبدايات موجات مٌغادرة للدولة العبرية!.

[١٤] وفي ضوء مٌحصلة النتائج السلبية و حجم التضرر الذي نال إسرائيل مؤخراً من الداخل، لم تعد أخطار وتهديدات إيران كامنة فقط في ملف نووي، بل صارت أيضاً ماثلة في صواريخ و مُسيرات ذات نوعية قادرة علي الوصول لأهدافها في عُمق الدولة العبرية.

[١٥] يرى محللون أن الاتفاق الذي أعلنه ترامب ربما يمثل أفضل صيغة لجميع الأطراف المنخرطة في الصراع، وأن تلك الأطراف خرجت رابحة بنسب متفاوتة:

[١/١٥] فالولايات المُتحدة برهنت لخصومها على تفوقها العسكري من خلال استعراض القوة الذي تمثل في الضربة التي استهدفت المٌنشآت النووية الإيرانية.

[٢/١٥] كما أنه يمثل نهاية مٌريحة لإسرائيل التي يتباهى مسؤولوها بأنهم قضوا على “تهديد وجودي”،حيث يمنحها فٌرصة لالتقاط الأنفاس، في ظل الصراع مُتعدد الجبهات الذي تخوضه منذ أكثر من 20 شهرًا.

[٣/١٥] وربما يمثل الإتفاق طوق نجاة للنظام الإيراني الذي تلقى ضربة موجعة، وكان يمكن الإطاحة به في ظل كم الاختراقات التي كشفت عنها جولة الصراع الأخيرة، والضربات التي طالت أهدافاً حساسة عدة في مناطق متفرقة من البلاد، التي ترزح تحت طائلة عقوبات إقتصادية خانقة مُنذ سنوات عديدة.

[٤/١٥] ولاشك أيضاً أن هذا الإتفاق يشكل نبأ ساراً للعديد من الأطراف الأخرى سواء في منطقة الشرق الأوسط أو خارجها، حيث كانت المخاوف من توسع الحرب بين إسرائيل و إيران وانعكاسها في صورة ركود إقتصادي كبير بمثابة هاجس للكثيرين، ومن بينهم أوروبا التي حثت عبر وزراء خارجيتها خلال اجتماعهم أول أمس الإثنين في بروكسل على الاحتكام إلى الدبلوماسية بعد الضربات الأميركية على إيران.

[١٦] .. ولكن؛ ماذا يعني عندما يقول ترامب الآن، وبعد مرور أقل من يومين علي مبادرته إعلان وقف القتال: “الصراع بين إسرائيل وإيران قد ينشب من جديد وربما قريباً”!؟..

[١٧] عموماً، الحرب النفسية من جهة، والخديعة من جهةٍ أخري، هُما من سِمات الملف الإيراني/الإسرائيلي/الأمريكي!.

[١٨] ويهمني في المقام الأول والأخير ان أقول: “حذار، ثم حذار، من اي سيناريوهات كارثية وخططا قذرة لتكون على وشك الحدوث سواء في سيناء او غزة تنال من أمن وسيادة مصر وسلامة أراضيها”.

اللهم إحفظ مصر.. وبلاد العرب.. واجعل الآمن والاستقرار حليفهم…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى