توبكُتّاب وآراء

الأديبة السورية هيام سلوم تكتب لـ «30 يوم» : الحرية المزعومة في حكومة الثعالب المقدسة ..!!

سألت قبيلة من الهنود الحمر زعيمهم :

هل سيكون الشتاء القادم بارداً أم معتدلاً ؟ وكي يثبت الزعيم الجديد رصانة توقعاته رغم جهله بتوقعات الطقس أجاب بحذر : نعم سيكون بارداً، ابدأوا بجمع الحطب للتدفئة.

بعد فترة وجيزة، أراد الزعيم التيقن من صحة توقعاته، فاتصل بهيئة الأرصاد الجوية وسأل الموظف المسؤول : هل سيكون الشتاء القادم بارداً أجابه الموظف نعم سيكون بارداً جداً .

فجمع الزعيم رجال عشيرته من جديد و قال لهم :الشتاء سيكون أكثر من بارد اجمعوا كل ما تصل إليه أيديكم من الحطب .

بعد فترة أراد الزعيم التأكد من أن التوقعات لم تتغير، فعاد واتصل بموظف الأرصاد الجوية ليطرح عليه نفس السؤال .

فأجابه الموظف : سيكون مرعباً في برودته برودة لم تعرف البلاد مثيلاً لها في تاريخها !

فسأله الزعيم : وكيف تعرف ذلك

أجابه الموظف : لأن الهنود الحمر يجمعون الحطب بجنون منذ أكثر من شهر .

ثمة سؤال يراودني  : هل الفكر والواقع والشخصية العربية تعدّ نتاج قهر وذل الطغاة المتعاقبة حتى حكومات القومجية والإسلاموية ؟

هل كتب عليهم التقهقر مدى الحياة؟

ولماذ وصلوا الى  هذا الحال من ضعف وتفكك وجهل أعمى وفقر مدقع وتقاتل وتوظيف لصالح الآخر ؟

لما أمة إقرأ التي ذكرت في قرآن الله العظيم على أنها خير أمة بدت منكسرة منحدرة وشعوبها تعيش التعاسة بمختلف أشكالها؟

لما غاب دور الفيلسوف والحكيم ؟

لما غاب دور المعلم في المدرسة ؟

لما انكسرت كلمة الاب الحاسمة كرَّب للأسرة ؟

لما كل هذه الفوضى والعبثية في واقعهم ويومياتهم ؟

اليس هم أهل حضارات عريقة ؟

ألم تكن بلدانهم مرتع الخيرات ؟

أالم تظهر فيهم النبؤات وتبعث بأراضيهم الأنبياء والرسل ؟

أليست ثرواتهم محل حسد دائم من قبل غزاة العالم ومستعمريه ؟

لم ننسب سوء الحال دوما للسماء !

أو الحظ وسوء الطالع والميتافيزيقا والمجهول !

فيما قتالنا وسارقنا وسبب جهالتنا ومؤجندنا وموظفنا بين ظهرانينا ومسلط سيفه علينا بسم دين ليس ديننا وقضية ليست قضيتنا ؟

إن ما يعترينا ليس نتاج بيئتنا ولا لصيق بنا.

ولا هو إسقاطات ديننا وعقائدنا وموروثنا القيمي !

لقد بلغنا ما بلغنا بعد أن غزانا الغرب بأنواع المسميات والشعارات واغرقنا بمختلف المسليات والملهيات والمسخفات من العاب وجيوش الذباب الاكتروني وامراضه الخطيرة المنتشرة من خلال الفيس بوك والتيكتك ، ووجبات الأكل السريع وكرة القدم .

ليعطلوا عقولنا ويحرفوا أجيالنا ويؤسسوا لجيل مهزوز تائه عبثي جاهل.

يستبعد فيه العارف والمتنّور .

وكل قامات التميز والتفوق .

ليفرغوا المنصات للجهلة ويهيئوا المناصب للعملاء والفاسدين والسفلة .

كأدوات مأجورة تحقق ما يأمروا به ويمنعوا أي استقرار وتطور .

لماذا الغرب يبحث عن كل قامة ذات معنى ويوظفها لخدمة بلاده ؟

لماذا الغرب يستخدم وسائل التواصل بطريقة أجمل وأفضل وذات فائدة؟

لماذا تحدد الدول عندهم استخدامه بشروط تتنافى مع  تطويرهم ؟

نعم ليس كما يدار في بلدان الشرق

الذي لم تشرق عليها الشمس

لحصد اللايكات والاعجابات.

الغرب العقل الصاحي .

العقل الإحترافي الإبداعي  .

يخطو كل يوم نحو جديد ومفيد.

يعطوك سؤال وله ألف جواب ويجعلوك تتوه في المعنى .

هم يتقصدون ضياعنا وفراغنا وجهلنا .

يخططون لعشرات السنين والقرون .

الغرب تمكن من السيطرة على خيرات العرب وحكام العرب.

حتى بات لديهم رقيب على كل عربي ومسؤل مهم ليس بذكائهم .

وإنما باجتهادهم وتحديد بوصلة هدف أمامهم حتى بات العالم كله تحت سيطرتهم.

أعداء الأمة كل يوم يحققون نجاحاً واثباتاً لتنفيذ كل مخطط يرسمونه .

فيما نزداد انحداراً وغوصاً في وحل الطائفية والجهل والاقتتال.

والبعد كل البعد عن كل نوافذ النور والمعرفة التي من شأنها أن تساهم في بناء أجيالنا وأسرنا ومجتمعاتنا وبلداننا..

جاؤا لنا بالربيع العربي وأوهمونا بالديمقراطية و الحرية الأكذوبة التي راح ضحيتها الملايين .

منذ الاف السنين ندفع ثمن الحرية!

كم من مفكر لقي حتفه على مذبحها،

كم شعوب أبيدت باسمها .

وما نراه الآن من استسلام وخنوع وذل تكوم على تخوم الكرامة العربية التي ماتت ومات معها الحق.

أختم بهذه الحكمة الثعلبية:

قال ثعلب لأبنائه:يا أولادي اسرقوا الدجاج من أي بيت في القرية وإياكم بيت شيخ الجامع.

فقال الصغير:ولماذا ؟!

أجابه الثعلب الأب :

لأنكم إذا سرقتم دجاجة من بيته سيصدر فتوى تحلل أكل لحم الثعالب وسيخترع عشرات الأحاديث التي تؤيد كلامه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى