
لم تكتفِ مصر ببناء منظومة دفاع جوي تقليدية، بل نسجت شبكة نارية متكاملة تمتد من سطح الأرض إلى حدود الغلاف الجوي.
و أثار إعلان الصين رسميًا حصول القاهرة على منظومة الدفاع الجوي “إتش كيو 9 بي” (HQ-9B) دهشة واسعة..
ويؤكد موقع الدفاع العربي، هذه المنظومة تُعد من أقوى أنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى في العالم، بمدى يصل إلى 300 كيلومتر، وقدرة على تتبع 24 هدفًا في وقت واحد والاشتباك معهم.
كما تتميز بتغطية رادارية متعددة الطبقات، تشمل الطائرات والصواريخ، بما في ذلك الأهداف الشبحية.
وقد وصفت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” هذا التعاقد بأنه نقلة استراتيجية كبيرة في قدرات الردع المصرية.
لكن مصر لم تقتصر على الصين فقط، فهي تمتلك منظومات غربية متنوعة منذ عقود، منها نظام “شابرال” الأمريكي الموجه بالأشعة تحت الحمراء، ومنظومة “كروتال” الفرنسية قصيرة المدى، بالإضافة إلى منظومة “سكاي جارد” المعدلة محليًا والمعروفة باسم “عمون”، التي تجمع بين مدافع رشاشة عيار 35 ملم وصواريخ متوسطة المدى. وتُستخدم هذه المنظومات لاعتراض الطائرات المسيرة، والمروحيات، والطائرات ذات الارتفاع المنخفض.
ووفقًا لموقع “آرمي ريكوجنيشن”، تمتلك مصر أكثر من 40 بطارية دفاع جوي موزعة على 18 لواء دفاعي، ما يبرز التنوع والتكامل بين المنظومات الشرقية والغربية، مع انطلاقة قوية نحو التصنيع المحلي، أبرزها منظومة “صقر” التي تم الكشف عنها رسميًا في عروض الجيش المصري، وتستخدم صواريخ ألمانية من طراز “إيرس تي إس إل إم” بمدى يصل إلى 40 كيلومترًا وارتفاع 27 كيلومترًا، وقد سمحت ألمانيا رسميًا بتصدير هذه الصواريخ لمصر عام 2018.
أما من ناحية الرؤية والرصد، فتمتلك مصر مجموعة ضخمة من الرادارات ثلاثية الأبعاد التي تغطي أجواء البلاد بطبقات متراكبة.
فمن الولايات المتحدة حصلت القاهرة على رادارات “إن تي بي إس 78” طويلة المدى، ورادارات “إس بي إس 84” التي تصل مدتها إلى 450 كيلومترًا. ومن فرنسا رادارات “جراند ماستر 400” القادرة على كشف الأهداف على مسافات تصل إلى 515 كيلومترًا.
ومن روسيا هناك رادارات الإنذار المبكر “بروتيفنك جي إي” ذات القدرات الفائقة على كشف الطائرات الشبحية والصواريخ الأسرع من الصوت.
تعمل جميع هذه الرادارات تحت منظومة قيادة وسيطرة موحدة، تربط الوحدات معًا، وتوزع الأوامر، وتحلل البيانات في الزمن الحقيقي، ما يجعل قرارات الاشتباك سريعة ودقيقة على أعلى مستوى عسكري.
ولأن العدو يراقب من السماء، فقد دخلت مصر مرحلة جديدة بامتلاك طائرات الإنذار المبكر “أواكس” (الإنذار المبكر)، حيث ظهرت في تدريبات مشتركة مع الصين طائرة “كيه جاي 500” للمرة الأولى في سماء مصر، وهي مزودة برادار دائري يغطي 360 درجة، قادر على تتبع عشرات الأهداف الجوية والبحرية في آن واحد، ونقل البيانات إلى مراكز القيادة لتوجيه المقاتلات وإدارة المعارك جوًا.
أما في المستقبل، وبينما تخطط الجيوش الكبرى لأنظمة دفاع ليزرية، فقد ظهرت تقارير تتحدث عن تعاون مصري- صيني في هذا المجال، خصوصًا حول منظومة “ال دبليو 30” (LW-30) المحمولة، إلا أن القاهرة لم تعلن رسميًا بعد عن امتلاك هذا النوع من الأسلحة، فلا يمكن اعتباره ضمن القدرات المؤكدة حتى الآن.
في النهاية، قد تختلف وتتنوع الأنظمة ومصادرها، لكن ما يتفق عليه الخبراء هو أن الدفاع الجوي المصري لم يُبنى لمجرد التصدي لهجوم واحد، بل ليواجه حربًا مركبة تشمل السماء والبحر، بطائرات مأهولة، وطائرات مسيرة، وصواريخ بالستية وشبحية.