عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : آخر فرصة

تلقى النادي الأهلي المصري هزيمة بهدفين دون رد أمام فريق بالميراس البرازيلي في مننصف مشواره بكأس العالم للأندية المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، في مباراة كشفت عن بعض التحديات التي يواجهها بطل أفريقيا في سعيه للمنافسة على أعلى المستويات العالمية.
هذه النتيجة، وإن كانت مخيبة للآمال لجماهير القلعة الحمراء، تضع الأهلي الآن أمام اختبار حاسم جديد أمام بورتو البرتغالي، في مواجهة تتطلب إعادة تقييم سريعة وتركيزاً مطلقاً.
لم تكن مباراة الأهلي وبالميراس مجرد خسارة في النتيجة، بل كانت درساً في الفوارق التي قد تظهر على المستوى الدولي. دخل الأهلي اللقاء بطموح كبير، مدعوماً بمسيرة مميزة في دوري أبطال أفريقيا، ولكن سرعان ما اصطدم بالواقعية الكروية للفريق البرازيلي الضغط العالي والفعالية الهجومية أظهر فيها بالميراس قدرة فائقة على الضغط على لاعبي الأهلي في مناطقهم، مما حد من بناء الهجمات من الخلف وأجبر لاعبي الأهلي على ارتكاب الأخطاء، كما تميز الفريق البرازيلي بالفعالية الهجومية، حيث استغل الفرص التي أتيحت له ببراعة ليحرز هدفين أنهيا اللقاء.
عانى الأهلي من بعض البطء في التحولات من الحالة الهجومية إلى الدفاعية، مما منح لاعبي بالميراس المساحة والوقت الكافي للتصرف بالكرة في مناطق خطرة، خاصة في العمق وعلى الأطراف ، على الرغم من محاولات الأهلي لفرض أسلوبه وخلق الفرص، إلا أن اللمسة الأخيرة غابت عن مهاجمي الفريق، افتقدت الكرات العرضية للدقة، والتسديدات للمسة الحاسمة، مما منع الأهلي من ترجمة استحواذه النسبي في بعض فترات المباراة إلى أهدف.
بعد هذه الهزيمة، تحول تركيز الأهلي بالكامل نحو المباراة القادمة أمام بورتو البرتغالي، والتي تحمل أهمية قصوى للحفاظ على آمال الفريق في البطولة، يدرك الجهاز الفني واللاعبون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، حيث يتوجب عليهم تدارك الأخطاء وتصحيح المسار.
حيث أن الروشتة الفنية للمباراة القادمة تتخلص في التركيز على الجانب النفسي خاصة بعد أي هزيمة، يصبح الجانب النفسي هو الأهم، يجب على الجهاز الفني العمل على رفع الروح المعنوية للاعبين وإعادة الثقة في قدراتهم، وتذكيرهم بأن هذه البطولة لا تزال تتيح لهم فرصة للتعويض.
إضافة إلي ذلك معالجة الأخطاء الدفاعية: سيكون التركيز على إغلاق المساحات وتأمين العمق الدفاعي أمراً حيوياً أمام فريق بحجم بورتو، الذي يتميز بالسرعة والمهارة في الثلث الأخير من الملعب. يجب تحسين التمركز والضغط على حامل الكرة بشكل مستمر.
إلي جانب تفعيل الجانب الهجومي: يحتاج الأهلي إلى حلول هجومية أكثر فعالية. قد يتطلب الأمر تغييرات في التشكيلة أو في الأدوار الهجومية لبعض اللاعبين، لضمان وجود تهديد حقيقي على مرمى المنافس. البحث عن حلول لكسر التكتلات الدفاعية سيكون مفتاحاً.
علاوة علي دراسة المنافس: من المؤكد أن الجهاز الفني يقوم بدراسة مكثفة لفريق بورتو، للوقوف على نقاط القوة والضعف لديهم، وكيفية استغلال الأخيرة وتحييد الأولى.
التكيف مع الظروف الجوية: مع استمرار الحديث عن الظروف الجوية في أمريكا وتأثيرها على سير المباريات، يجب على الأهلي أن يكون أكثر استعداداً للتكيف مع أي طارئ مناخي قد يؤثر على اللقاء ، وان يمتلك القدرة على العودة مرة أخري بنفس القوة مهما طال الوقت الزمني في تعليق المباراة.
الجدير بالذكر أن شهدت انطلاقة كأس العالم للأندية لكرة القدم في الولايات المتحدة الأمريكية ترقباً كبيراً، فالولايات المتحدة، بما تملكه من بنية تحتية رياضية متطورة وشغف متزايد بكرة القدم، كانت تبدو المرشح المثالي لاستضافة بطولة بهذا الحجم.
لم يكد صافرة البداية تنطلق حتى واجهت البطولة تحدياً غير متوقع وغير مرحب به: سوء الأحوال الجوية، الذي أدى إلى تعليق عدد كبير من المباريات حتى الآن، ملقياً بظلال من الإحباط والشك على هذا الحدث الرياضي العالمي.
إن تأجيل المباريات بسبب الظروف المناخية ليس بالظاهرة الجديدة في عالم كرة القدم؛ العواصف الرعدية، الأمطار الغزيرة، أو حتى درجات الحرارة المرتفعة للغاية يمكن أن تهدد سلامة اللاعبين والجماهير وتؤثر على جودة الأداء،لعل السؤال الأبرز هنا هو: هل تم أخذ التوقعات المناخية في الاعتبار بشكل كاف عند تحديد مواعيد ومواقع المباريات؟.