مخاوف مصرية لبنانية من ضرب إيران مفاعل ديمونة الإسرائيلي

يبتعد مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي عن الحدود اللبنانية بين 300 إلى 400 كم، وهي نفس المسافة تقريبا بين المفاعل الإسرائيلي والحدود المصرية،ما يثير مخاوف المصريين واللبنانيين من تسرب إشعاعي، بعد تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران وتبادل التهديدات بقصف المنشآت النووية، خوفا من حصول تسرب إشعاعي.
المعبار الرياح
وحذر الدكتور مصطفى عزيز، الرئيس السابق لهيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية، من خطورة أي استهداف عسكري إيراني لمفاعل ديمونة الإسرائيلي.
واشار إلى أن امتداد آثاره الإشعاعية إلى مصر سيعتمد على اتجاه الرياح وسيناريو الاستهداف.
وأكد خلال تصريحات تلفزيونية على قناة ON E على ضرورة تجنب استهداف المفاعلات النووية من الجانبين، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية وتجنب استهداف مفاعل بوشهر.
وأوضح عزيز أن منشآت مثل نطنز وفوردو وأصفهان في إيران مخصصة لمعالجة وتخصيب اليورانيوم، بينما مفاعل بوشهر يستخدم اليورانيوم لإنتاج الطاقة.
وأكد أن الخطورة الكبرى تكمن في الوقود الذي سيؤدي استهدافه إلى زيادة مستوى الإشعاع.. وفيما يتعلق بتأثير الضربة الإيرانية لمفاعل ديمونة على مصر حال حدوثها، قال: سيعتمد الأمر على اتجاه الرياح وقت الضربة، إذا كانت متجهة نحو مصر، ومن الممكن أن يحدث تخفيف لمستوى الإشعاع قبل وصوله للحدود المصرية، والأمر يعتمد على سيناريو الضربة.
لافتا إلى زيادة مستوى التأثير الإشعاعي في منطقة الخليج في حال استهداف مفاعل بوشهر الإيراني. واستبعد تكرار سيناريو كارثة تشرنوبل، قائلا: “مفاعل تشرنوبل انفجر وهو يعمل، لكن أعتقد أن أي دولة تدخل في حالة حرب ولديها مفاعل نووي، تقوم بإغلاقه كإجراء احترازي.
وقد أعلن عضو في لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، أنه حان الوقت للهجوم على مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل، وذلك على خلفية الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.
الخبير اللبناني
من جانبه قال الخبير اللبناني البيئي مصطفى رعد في تصريحات إعلامية أن مفاعل “ديمونا” الواقع في صحراء النقب، يبعد مسافة تتراوح بين 300 و400 كيلومتر عن الحدود الجنوبية اللبنانية، ما يقلّل من احتمالات تضرر لبنان مباشرة في حال حصول تسرب إشعاعي.
وأضاف رعد أن المسافات الجغرافية الكبيرة التي تفصل لبنان عن المواقع النووية في إيران والدول المجاورة، تقلّل من خطر التأثر المباشر، رغم ذلك تبقى الحيطة واجبة.
كما لفت إلى أن لبنان يملك خطة وطنية لاحتواء أي تسرب إشعاعي في حال حدوثه على الأراضي اللبنانية، مع أكثر من 20 مركزًا لرصد الإشعاعات موزعة في جميع المناطق. وأشار إلى وجود 12 مركزًا في الجنوب والبقاع، إضافة إلى مركزين في بيروت، فيما تتوزع بقية المراكز في الشمال ومناطق أخرى.
و أكد مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية بلال نصولي ،أن لبنان يمتلك نظام إنذار مبكر (Early Warning System)، مهمته تحذير السلطات في حال رُصدت أي إشعاعات نووية.
وأضاف أن فريقًا من الوكالة الوطنية للطاقة الذرية يتولى تقييم الحالة العامة للانبعاثات عند أي طارئ، ومراقبة اتجاه الرياح وسرعتها لتحديد نطاق الخطر المحتمل.
مؤكدًا أن المعلومات حول مفاعل ديمونا محاطة بسرية تامة حتى داخل إسرائيل. وقال: لا أحد يعلم بدقة ما يحتويه هذا المفاعل، حتى العاملون فيه، ومن يظن أنه يملك صورة واضحة عما يجري بداخله فهو يعيش في وهم.