
أظهر التقرير السنوي لشركة كاسبرسكي حول اهتمامات الأطفال الرقمية، الصادر عن الفترة من مايو 2024 حتى أبريل 2025، تحولًا لافتًا في سلوك الأطفال عبر الإنترنت، مع تضاعف نسبة اهتمامهم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتزايد التفاعل مع منصات المحادثة الذكية والمحتوى الساخر الجديد، في مشهد يعكس تطورًا سريعًا في الثقافة الرقمية للنشء.
وكشفت كاسبرسكي عن تضاعف استفسارات الأطفال المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، إذ بلغت نسبتها 7.5% من إجمالي البحث الرقمي، مقارنة بـ3.19% في العام السابق.
وتصدرت منصات مثل ChatGPT وGemini وخصوصًا Character.AI — التي تتيح إنشاء روبوتات محادثة تحاكي شخصيات واقعية وخيالية — قائمة أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر بحثًا من قبل الأطفال، ما يعكس تحوّل هذه التكنولوجيا إلى جزء لا يتجزأ من تجاربهم الرقمية اليومية.
المراسلة تتفوق على الفيديو القصير
حافظ يوتيوب على صدارته كأكثر التطبيقات استخدامًا عالميًا، بينما تقدم واتساب إلى المركز الثاني متجاوزًا تيك توك، في إشارة إلى تطور طرق التواصل بين الأطفال نحو تبادل الروابط والميمات والمقاطع القصيرة عبر تطبيقات المحادثة، على حساب التطبيقات المعتمدة على المحتوى المرئي السريع مثل سناب شات وفيسبوك اللذين شهدا تراجعًا ملحوظًا.
ثقافة الميم الإيطالية وموسيقى Sprunki
ورصد التقرير ظواهر طريفة ضمن اهتمامات الأطفال، أبرزها انتشار تعبيرات ميمات سريالية مثل «tralalero tralala» و«tung tung tung sahur»، التي تمثل، رغم عبثيتها الظاهرية، شكلاً من أشكال الانتماء الجماعي والهوية الرقمية الناشئة بين الأطفال.
كما برزت لعبة المتصفح Sprunki — التي تدمج بين الموسيقى والحركة في إطار كرتوني مشوق — ضمن أكثر خمس ألعاب بحثًا هذا العام، متقدمة على ألعاب شهيرة مثل Roblox وBrawl Stars، ما يعكس انجذاب الأطفال نحو تجارب مرئية تفاعلية وسريعة الإيقاع.
أطفال مصر: يوتيوب أولًا
في مصر، أظهرت البيانات أن تطبيق يوتيوب استحوذ على 27.49% من وقت استخدام الأطفال، تلاه واتساب بنسبة 19.47%، وتيك توك بنسبة 10.45%، ثم روبلوكس بـ6.30%. وتشير هذه الأرقام إلى استمرارية النمط العالمي من حيث تفضيل المحتوى المرئي والمراسلة التفاعلية.
مخاطر خفية تستدعي الرقابة
رغم الجاذبية الكبيرة لأدوات الذكاء الاصطناعي، حذّر التقرير من المخاطر المحتملة عند تفاعل الأطفال مع روبوتات محادثة غير خاضعة للرقابة، لا سيما تلك التي تسمح بإنشاء محتوى من قبل المستخدمين الآخرين. وتشمل هذه المخاطر التعرض لمعلومات مضللة أو محتوى غير ملائم للفئة العمرية.
دعوة للتواصل والحماية
تؤكد آنا لاركينا، خبيرة الأمن الرقمي لدى كاسبرسكي، أن كل اتجاه رقمي جديد هو فرصة لبناء جسر تواصل بين الأهل وأطفالهم.
وأضافت أن إشراك الآباء في اهتمامات أبنائهم الرقمية يساعد على خلق بيئة من الأمان والثقة المتبادلة، خاصة عند استخدام أدوات مثل Kaspersky Safe Kids التي تمكّن العائلات من المتابعة والتوجيه دون تقييد التجربة الرقمية.
توصيات لحماية الأطفال
-الحفاظ على حوار دائم مع الأطفال بشأن التهديدات الرقمية ووضع قواعد واضحة للاستخدام.
-استخدام برامج حماية فعّالة لمنع تحميل الملفات الضارة خلال اللعب أو التصفح.
-التوعية المستمرة بمبادئ الأمن السيبراني من خلال موارد تعليمية مبسطة.
-المتابعة المستمرة للأنشطة الرقمية لضمان بيئة آمنة ومتوازنة للنمو.