خالد إدريس يكتب لـ «30 يوم» : مهمة إسرائيلية قذرة نيابة عن الكبار

لا صوت يعلو فوق صوت الحرب الإسرائيلية الإيرانية ، أنظار العالم كلها متجهة إلى الشرق الأوسط ، تلاشت أخبار الحرب الروسية الأوكرانية أمام الأحداث الملتهبة في الشرق الأوسط الذي يشهد تصاعدًا متسارعًا في التوترات بين إسرائيل وإيران، ما ينذر بتحولات جيوسياسية عميقة قد تعيد رسم خريطة المنطقة وتؤثر على توازنات القوى العالمية.
الصراع بين إيران وإسرائيل ليس جديداً فعلى مدى سنوات كان الصراع غير مباشر، تمثل في عمليات استخباراتية وهجمات سيبرانية واشتباكات عبر وكلاء إقليميين. إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت تحولًا نحو مواجهات علنية ومباشرة .
في المواجهات السابقة التي جرت منذ شهور سخر الجميع من الرد الإيراني الضعيف عل تغول إسرائيل في سوريا وتدمير حزب الله في لبنان واغتيال هنية في قلب طهران ، وشعر كثيرون أن ما يدور مجرد تمثيلية بين الطرفين برعاية أميركية .
ربما كان الأمر تمثيلية متفق عليها في ذلك الوقت ثم اكتشفت إيران أن أمريكا وإسرائيل تلاعبتا بها على مدى سنوات حتى تتمكن إسرائيل من اختراقها من الداخل ، فالمتابع للمشهد والأحداث أيقن أن أجهزة الاستخبارات لعبت دورًا محوريًا في هذا الصراع، حيث نجحت إسرائيل في تجنيد مئات الجواسيس واخترقت الداخل الإيراني بصورة مرعبة وطالت يدها الجميع فاغتالت كبار الشخصيات العسكرية والعلماء ولم يعد أحد في إيران بمأمن من يدها .
وفي ظل هذا التصعيد، تبرز تساؤلات حول إمكانية تشكيل “شرق أوسط جديد”، بالتأكيد ستسعى قوى إقليمية ودولية لإعادة ترتيب التحالفات بما يخدم مصالحها الاستراتيجية.
فمواقف القوى الكبرى تعكس تباينًا في التعامل مع التصعيد بين إسرائيل وإيران. فبينما تدعو دول الاتحاد الأوروبي إلى التهدئة وتجنب المواجهة العسكرية، تعزز الولايات المتحدة من وجودها العسكري في المنطقة، وتؤكد التزامها بدعم حلفائها،وأعلنت بريطانيا عن إرسال قطع عسكرية وقوات لمنطقة الشرق الأوسط مما يزيد من تعقيد المشهد ، خاصة في ظل رؤى غير واضحة بمواقف روسيا والصين وكوريا الشمالية وباكستان ، رغم إعلانها دعم إيران ، إلا أن لغة المصالح لها الغلبة في النهاية وربما تتفق الدول العظمي على توزيع مناطق النفوذ والفرائس وينشغل كل منهم بالتهام فريسته ، وتصريح المستشار الألماني منذ يومين يدعم هذه الرؤية حيث صرح في قمة السبع وقال ” إسرائيل تقوم بمهمة قذرة في إيران نيابة عنا جميعا ” ،لذلك علينا ألا نعول كثيراً على شهامة وهمية من بعض الدول الكبرى لا تظهر سوى في البيانات الرسمية فقط .
في ظل هذا التصعيد وهذه الرؤى، يبقى مستقبل المنطقة مفتوحًا على جميع الاحتمالات. فإما أن تنجح الجهود الدبلوماسية في احتواء التوترات، أو أن تتجه المنطقة نحو صراع شامل يعيد تشكيل ملامحها السياسية والأمنية. وفي كلتا الحالتين، سيكون لهذا الصراع تأثيرات عميقة على النظام العالمي وتوازنات القوى الدولية.
ويبقى الموقف المصرى الصلب والشامخ هو المختلف ، فهي ترفض الاعتداء على ايران وترفض تهجير الفلسطينيين، وتدافع عن حدودها ويقف جيشها الباسل واجهزتها الأمنية حجر عثرة أمام المخططات والمؤامرات التي تسعي لإسقاطها فلم يبق سواها واقفاً . حفظ الله مصر من كل سوء .
تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر .
Khalededrees2020@gmail.com
اقرأ أيضا
خالد إدريس يكتب لـ «30 يوم» : يوم لن ينساه الصحفيون