الإعلامي العراقي حسين الذكر يكتب لـ «30 يوم» : نكاح القطط في الحرب الاسرائيلية الإيرانية !

هناك طريقتان للتخلص من مآسي الحياة: الموسيقى والقطط .. (مثل انكليزي ذات جين روماني يشير : أن الموسيقى دواء يعالج الروح ويخفف غلواء الواقع ويعبر عن مدى فاعلية استلهام العقل لأدواته الناعمة من بيئته الحيوانية ) .
فيما كنت أطالع الكتب – كعادتي الليلة – سمعت أزيز مقذوفات فلجئت للموبايل ليخبرني أن الحرب الموعودة بدأت باعتداء إسرائيلي على إيران بذريعة الحرب الاستباقية الوقائية .. الخبر مرعب بدواخلي لما تعنيه الحروب لي منذ 1980 وما دفعه العراقيون ثمنها بالأرواح وما لحقه من مئات آلاف أرامل وأيتام وفقراء وأجيال مجهولة السبيل – بكل معنى المفردة – فضلا عن مليارات الدولارات مفترضة التوظيف لخدمة الوطن وازدهاره دفعت مجانا لتجار السلاح الغربيين في واحدة من انموذجية التفاوت الحاصل بين رفاهية الغرب وتعاسة المجتمع الشرقي ).
الضربة الإسرائيلية كانت موجعة باستهداف قادة إيرانيين كبار إلّا أن ايران استوعبت الصدمة ووجهت ضربات قاسية متجاوزة للخطوط الإسرائيلية الغربية الحمراء فمشاهد الرعب والحرائق والتدمير العاصف بتل أبيب مقارنة باعتيادية يوميات طهران جعل المتابع العاقل يستشف مسارا جديدا للأحداث الشرق أوسطية .
الموقف العربي والإسلامي أدان الاعتداء الإسرائيلي : ( مصر والسعودية وقطر وتركيا والإمارات والأردن وباكستان وآخرين ) في مشهد غائب منذ العدوان الثلاثي 1956 على مصر إعلاميا باقل تقدير ).
(إن الحرب تعد من الفضائل المساهمة بتطور الحياة فضلا عن كونها أداة لتحقيق السلام ) .
حكمة أعجبتني كفلسفة تبريرية واقعية تنسجم مع (طبيعة الإنسان وآلية الطبيعة ) إذ توضح جانبين للحرب القائمة : وحدة الموقف العربي الإسلامي – بالاقل الرسمي منه – كما تفك عقدة المفاوضات النووية المعطلة منذ ولاية ترامب الاولى الذي خرق اتفاق إجماع مجلس الامن ( 5+1) تحت انظار المجتمع العالمي المستسلم ..
كما أن الرئيس ترامب بدا ولايته الجديدة بمقولته الشهيرة : ( على إيران أن تذعن استسلاما نوويا كحل أخير ) .. ما عجل بمفاوضات غير مباشرة وصلت طريقا مسدودا.. فالغرب ( الرومي ) يريد إيران بلا سلاح نووي .. فيما إيران وحلفائها يريدون إيران نووية دون سلاح نووي .. بمعادلة معقدة اعترفت فيها أمريكا أن المفاوض الإيراني متمرس عنيد بشكل عجل الضربات الرومانية بعنوان إسرائيلي بحرب فلسفتها قائمة ليس على محو إسرائيل أو إخضاع إيران … بل للخروج باتفاق مقبول بعمر أطول من اتفاق ( ظريف كيري 1915) .
فبناء على نتائج هذه الحرب سيرسم طريق جديد للمفاوضات كما جاء في كتاب (سعادة السفير) لوزير الخارجية الإيراني المحنك محمد جواد ظريف : ( الدبلوماسية هي فن الحصول على أكثر المصالح بأقل التكاليف ص 450) .
يقول اوليفر هيرفورد : ( مشاهدة قطة تشبه إلى حد ما مشاهدة إبداع عمل فني ). ففي فجر العدوان الإسرائيلي الجديد وهول عاجلات الاخبار استطلعت الشارع فضحكت بمشهد قطة وقعت ضحية اغتصاب سافر (لقطين كبيرين) ما أن يفرغ أحدهما نزوته يعلو الآخر ظهر القطة المسترخية من التناوب الهرري ولم ينته المشهد الصاخب بالمواء والايحاء الجنسي الا بضربة حجر كبير من أحد شباب المنطقة .
يقال : ( إن الكذب يكثر قبل الانتخابات وخلال الحرب وبعد الصيد ) .
نصيحة :
( قبل إطلاق الأحكام الشعبية – بالسن تحليلية – .. يجب التمعن واستنباط الأفكار لتتبع مصالح الشعوب كما يقول ظريف فيلسوف الدبلوماسية العالمية الأحدث) !.