الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : أشعلوها.. فمن يُطفئُها؟

لن نجد من يجيب على هذا السؤال، حتى الذين أشعلوا النار، من كان قرار إشعال الشرارة الأولى في أيديهم، لن يجيبوا، لأنهم منشغلون في عمليات رفع الأنقاض، ومسح آثار الرماد، وكما كانوا يصرّون على الذهاب نحو الهاوية، سوف تأخذهم العزّة بالإثم، ويصرّون على توسيع رقعة الصراع.
وسيبقى السؤال عالقاً، وقد يسحب خلفه ألف سؤال وسؤال، وتبقى هذه المنطقة خصبة لأولئك الذين لا يرتوون إلا بالدم، من «تخمّرت» خلايا عقولهم وركبتهم توهمات زيّنها لهم غرورهم، بعد أن أغرتهم «ألعاب الموت» المجمعة في مخازنهم، إنهم عاجزون عن الإجابة، لأنهم لا يملكون الإجابة، فهذا السؤال صعب، فهو بحاجة إلى عقل سليم ونوايا غير سيئة، والواضح أن النوايا السيئة اجتمعت مع العقل غير السليم، فأصبح الشرّ سيّد الموقف!
أين فلاسفة الغرب؟ أصحاب الشعارات الرنّانة، التي يلوّحون بها في كل مناسبة، وأين قادتهم؟ المنافقون المصرّون على خداع شعوبهم، من لم يقولوا كلمة حق في الذي يحدث اليوم، بل وقفوا مع من أشعل حرباً بالقرب من شريان حياتهم، ولم ينطقوا بكلمة، وهو ينقل حرائقه إلى الخليج، يدمّر حقولاً، ويلوّث مياهاً، وكأنه يريد استفزاز الطرف الآخر، ليفعل ما فعله قبل 40 عاماً في حربه مع العراق، فقط كلمة حق كانت كافية لكبح جماح نتنياهو الهارب من مصيره في مواجهة الفساد وهدر الأموال وحرب الإبادة الجماعية، والذي يظهر للعالم كل يوم بأنه مستعد لأن يشعل العالم كله، قبل أن يقدّم للمحاكمة!
دول الخليج العربية استشعرت الخطر، وسعت بكل الطرق إلى منع حرب عبثية جديدة في المنطقة، وعندما بدأ نتنياهو عدوانه على إيران، كانت هي أول الدول في العالم التي أدانت هذا العدوان، لأنها دول سلام، تسعى إلى التعايش في ظل الاحترام المتبادل، وكلمة الحق قالتها دون تردّد، فهذه نار قد اشتعلت، ومن أشعلها لن يكون قادراً على إطفائها، إذا خرجت الأمور عن السيطرة، وقد خرجت.
اقرأ أيضا
الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : كل هذا من أجل نتانياهو