رياضةكُتّاب وآراء

عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : سيطرة بلا فعالية

في مباراة كان ينتظرها عشاق الساحرة المستديرة، انتهت مواجهة الأهلي وإنتر ميامي بالتعادل السلبي في بطولة كأس العالم للأندية المقامة بالولايات المتحدة، شهد الأول سيطرة أهلاوية مطلقة وفرصًا بالجملة أُهدرت بغرابة، بينما تحول الدفة في الشوط الثاني لصالح الفريق الأمريكي الذي فرض إيقاعه دون أن يتمكن من كسر التعادل. هذا الأداء المتقلب يثير العديد من التساؤلات الفنية قبل المواجهة المرتقبة أمام بالميراس.

شهدت الدقائق الخمس والأربعون الأولى أداءً أهلاويًا هو الأفضل بنهج هجومي واضح، ونجح في فرض سيطرته الكاملة على منطقة المناورات بفضل حيوية خط الوسط والتمرير السريع وبناء الهجمات كان أكثر تنظيمًا، وشهدنا تحركات مميزة للاعبين بين الخطوط، مما خلق مساحات في دفاع إنتر ميامي.

المارد الأحمر وصل إلى مرمى إنتر ميامي في أكثر من مناسبة محققة، أبرزها وتصويبات قوية من خارج منطقة الجزاء ، رغم ذلك تم إهدار الفرص السهلة بشكل متكرر نتيجة افتقاد اللاعبون للتركيز والفاعلية أمام المرمى، وهو ما حرم الأهلي من ترجمة سيطرته المطلقة إلى تقدم مستحق على الأقل بهدفين أو ثلاثة. هذا العقم التهديفي، على الرغم من وفرة الفرص، يعد نقطة ضعف فنية رئيسية تحتاج إلى معالجة فورية.

امام عاشور خسارة فنية كبيرة من المؤكد أن خروجه نتيجة الإصابة في الكتف والابتعاد عن البطولة سيكون تاثيرة السلبي كبير علي أداء الفريق نظراً لما يتمتع به اللاعب في هذة البطولات العالمية من إمكانيات الاستحواذ وخلق الفرص التهديفية.

الجماهير المصرية ترفع القبة لاسد عرين الاهلي محمد الشناوي والذي انقذ مرمي المارد الأحمر في الكثير من الهجمات التهديفية المؤكده وبالأخص الركلات الركنية من العالمي ميسي.

من المؤكد أن الشوط الثاني، انقلبت موازين القوى بشكل ملحوظ. دخل إنتر ميامي بنهج مختلف، ونجح في الضغط على حامل الكرة في منتصف ملعب الأهلي، مما حد من قدرة الفريق المصري على بناء الهجمات من الخلف. بالإضافة إلي أن ارتفع نسق اللعب للفريق الأمريكي، وبدأ لاعبوه في اختراق دفاع الأهلي، خاصة من الأطراف، مستغلين التراجع البدني والذهني الذي بدا على لاعبي الأهلي.

أظهرت التغييرات التي أجراها مدرب إنتر ميامي فعالية أكبر، حيث زادت الخطورة على مرمى الأهلي الذي بدا مدافعوه أكثر ارتباكًا وعرضة للأخطاء.

التراجع في الأداء الأهلاوي خلال الشوط الثاني يطرح علامات استفهام حول اللياقة البدنية والقدرة على الحفاظ على نفس الإيقاع طوال التسعين دقيقة.

التعادل السلبي، وإن كان أفضل من الخسارة، إلا أنه يكشف عن مشاكل فنية أساسية يجب على الجهاز الفني للأهلي معالجتها بسرعة البرق قبل المواجهة الحاسمة أمام بورتو البرتغالي.

مواجهة بالميراس ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأهلي على تجاوز هذه المشاكل الفنية. الفريق البرتغالي يمتلك إمكانيات فنية وبدنية عالية، ولن يرتكب الأخطاء التي وقع فيها إنتر ميامي.
على الأهلي أن يتعلم من درس التعادل مع إنتر ميامي، وأن يظهر بوجه مغاير تمامًا، يجمع بين السيطرة في منتصف الملعب والفعالية أمام المرمى، ليحقق طموحات جماهيره ويستمر في مشواره بكأس العالم للأندية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى