الإعلامي الإماراتي محمد يوسف يكتب لـ «30 يوم» : كل هذا من أجل نتانياهو

كُشفت كل حيل نتانياهو، ما عادت مبرراته تقنع أحداً، الداخل الإسرائيلي ينقسم على نفسه، والتحذيرات من صدام حزبي وفكري تتردد في وسائل إعلامهم، وذهب بعضهم نحو انفجار قد يؤدي إلى حرب أهلية.
وخارجياً، الأمور ليست في مصلحة نتانياهو أو حلفائه من اليمين الاستيطاني المتطرف، فأقرب اثنين إليه تم إدراجهما في قوائم العقوبات ومنع السفر في خمس دول كانت داعمة لإسرائيل، وهي دول غربية من حيث الأصول والتحالفات، وعندما تكون بريطانيا في مقدمة ذلك البيان الذي صدر قبل يومين بخصوص بن غفير وسموتريتش، ومعها النرويج وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، فإن القادم سيكون أعظم وأشد قسوة، فالعلم الفلسطيني اليوم يرفع في أي احتجاج بأمريكا وفي كل الدول الأوروبية، وهذا ما كان يجب أن يتوقف عنده الرئيس دونالد ترامب بدلاً من استخدام «الفيتو» ضد الإجماع الدولي على وقف إطلاق النار في حرب غزة، ولكن محاولات الهرب من الحقيقة الفاضحة مهما طالت لن تكون مجدية، فأمريكا العظمى حتى اليوم لم تتعب من تغطية جرائم حكومة نتانياهو، ليس في غزة فقط، بل في الضفة الغربية التي تقحم المستوطنات بين مدنها وقراها، وفي المسجد الأقصى الذي يريد «المسعور» بن غفير أن يهدمه ليبني كنيساً.
نتانياهو هذه المرة اختار أن يذهب بعيداً، فهذه المرحلة الثالثة من حربه العبثية بعد غزة ودول الجوار، هو يريد ورقة رابحة تطيل عمره السياسي وتحميه من السجن الذي ينتظره، فاختار أن يشعل ناراً قد تقحم المنطقة كلها في حرب جديدة، وحجته المفاعلات النووية الإيرانية، وهي ما يتفاوض عليه ترامب، ويدعي حتى قبل يومين بأنها تحقق تقدماً، وبمكالمة واحدة بينه وبين نتانياهو تغير الكلام، وبدأ الحديث عن سحب البعثات الدبلوماسية من العراق مع العسكريين في بعض الدول بالمنطقة، وكأنه يقول إن نار نتانياهو ستمتد إلى أبعد من أهدافها!
يخافون على بلدانهم، ولا يفكرون ولو للحظة بدول وشعوب ليست طرفاً في نزاعاتهم، كل ذلك من أجل مجرمي الحرب المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية والدول الخمس التي تخلت عن الوقوف مع من فقدوا إنسانيتهم!