توبكُتّاب وآراء

عبد المحسن سلامة يكتب لـ «30 يوم» : الحدود والفوضى

هناك أسئلة كثيرة حول ما أثير عن القافلة البرية القادمة من تونس برا للذهاب إلى معبر رفح ودخول غزة.

مصر كانت ولا تزال هي الداعم الأكبر لفلسطين على مدى نحو 77 عاما حتى الآن، لم تقصر يوما، ولم تلتزم الصمت، ولم تتخل عن القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية مصر والعرب الأولى.

الحديث عن القافلة القادمة من تونس يثير تساؤلات كثيرة، ولماذا لم يتم توجيهها مباشرة من تونس بحرا إلى غزة كما حدث في حالة السفينة مادلين؟!

إذا كان الهدف هو كسر الحصار عن غزة، وفضح الممارسات الإسرائيلية كان من الأولى أن تتوجه القافلة بحرا وبشكل مباشر من تونس إلى غزة، أما إذا كانت هناك أهداف أخرى غير معلنة فلابد من التوقف أمام ذلك حتى لو كان ذلك بحسن نية، لأن إدارة الدول في اللحظات الحساسة، والمواقف الملتبسة، والتوقيتات الحرجة، لا تدار بحسن النوايا، وإنما تدار بالتخطيط الجيد، والمنسق على أعلى مستوى، ووضع كل الاعتبارات الخفية والمعلنة أمام صانع القرار.

حدود مصر وحدود أي دولة لا يجب تركها للفوضى، ومن حق كل دولة تنظيم الدخول والخروج منها بما يتفق مع قوانينها الداخلية، وأمنها القومي.

مصر لم تغلق حدودها مع غزة دقيقة واحدة، وإسرائيل هي التي أغلقت معبر رفح من الجانب الفلسطيني، والعالم كله شاهد على ذلك، حيث زار معبر رفح العديد من زعماء وقادة العالم وعلى رأسهم أنطونيو جوتيريش، والرئيس الفرنسي ماكرون، ورئيس وزراء إسبانيا، وغيرهم من زعماء وقادة العالم.

أخشى أن تكون هناك أهداف أخرى غير معلنة لتلك القافلة وأخطرها ما يتعلق بتحسين صورة العدو الإسرائيلي وكأن مصر هي التي تغلق المعبر وليست إسرائيل، وافتعال أزمة غير مبررة على الإطلاق على الحدود المصرية.

الخطورة الأكبر قد تكون في تمرير خطة إسرائيل بتهجير الفلسطينيين استغلالا للفوضى على الحدود والدفع بالفلسطينيين إلى داخل الأراضي المصرية، وهو المخطط الشيطاني الرهيب الذي تتصدى له مصر بكل قوة وحسم منذ اندلاع الحرب على غزة.

لا مجال للتهاون أو التلاعب فيما يخص أمن مصر القومي أو حدودها تحت أي مسمى وفي كل الأزمنة، والأوقات، ومهما كانت التحديات.

abdelmohsen@ahram.org.eg

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى