أخبار مصرتوبمنوعات

نسائم الجمعة .. أكثم بن صيفي حكيم العرب آمن بالرسول محمد قبل أن يراه

كتب: أحمد أبو زيد

كان أبو طالب يطوف بالبيت الحرام ومعه النبي وهو في عمر الرابعة عشر فرأه أكثم بن صيفي وهو حكيم من حكماء العرب فقال لـ أبو طالب ما أسرع ما شب أخوك يأبى طالب فقال أنه ليس أخي بل إبن أخي عبد الله .

فقال أكثم إبن الذبيح ، فقال أبوطالب نعم

فأخذ أكثم يتأمله ثم قال ما تقولون فى فتاكم هذا يـ أبا طالب ؟

فقال : إنا لنحسن الظن به وإنه لحيىٌ جزي سخىٌ وفِى

قال : أفغير ذلك يـ إبن عبد المطلب ؟ قال : إنه ذو شدةٍ ولين ومجلس ركين ومفضلٍ مبين.

قال : أفغير ذلك يا إبن عبد المطلب ؟ قال :  إنا لنتيمنُ بمشهدهِ ونلتمسُ البركة فيما لمس بيدهِ

قال : أفغير ذلك يـ إبن عبد المطلب ؟ قال : إن فتىً مثلهُ حرىٌ به أن يسود ويتحرف بالجود

فقال أكثم أمّا أنا فأقول غير ذلك فقال : أبوطالب قل يـ حكيم العرب فإنك نفاثُ غيب وجلاءُ ريب

قال : أكثم ماخلق لهذا إبن أخيك إلا أن يضرب العرب قامطة بيدٍ خابطة ورجل لابطه ثم ينعق بهم إلى مرتعٍ مريع وورد تشريع فمن إخرورط إليه هداه ومن إخرورق عنه ارداه.

وما إن عاد أكثم بن صيفى إلى أبناءه حتى قص عليهم ما رأى فى مكة ولقاءه برسول الله وقال : والله إنه لنبي فإن خرج وأنا فيكم فإنى ناصره وإن خرج بعد وفاتي فعليكم اتباعه والمثول لأمره .

وما إن بعث النبى حتى خرج إليه أكثم مع أولاده وقد كان فى ذلك الحين طاعناً فى السن فوافته المنية وهم فى الطريق، فقال لهم دعوني وانصرفوا فالحقوا برسول الله فقال أحدهم نظل معك حتى ندفنك ونسير اليه قال ( لا ) أبلغوا رسول الله مني السلام ودعو جسدي للطير أو للدود فإنهما يستويان ..

فلما وصلوا إلى رسول الله بادرهم صلّ الله عليه وسلم وقال الآن دفن أباكم ثم نزلت فيه أية ( وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً  وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ . وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )

اللهم أوردنا حوضه وارزقنا شفاعته ..

اللهم صلّ على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً..

 أكثم بن صيفي في سطور:

أكثم بن صيفي بن رباح الشريفي الأسيدي العمروي التميمي .

أشهر حكام العرب في الجاهلية على الإطلاق وأحد المعمرين فيها، وكان أكثم سيد من سادات العرب شريفا حكيما وفارسا شجاعا، ومستشارا خبيرا،

وأكثم بن صيفي الأسدي حكيما مُقدما، عاش ثلاثمائة سنة وثلاثين، وكان ممن أدرك الاسلام، وآمن بالنبي (صلّ الله عليه وآله) ومات قبل أن يراه، وروي  أنه لما سمع به (صلّ الله عليه وآله) بعث إليه ابنه وأوصاه بوصية حسنة وكتب معه كتابا يقول فيه: ” باسمك اللهم من العبد إلى العبد فأبلغنا ما  بلغك فقد أتانا عنك خبر لا ندري ما أصله، فإن كنت أريد فأرنا، وإن كنت علمت فعلمنا، وأشركنا في كنزك والسلام “.

فكتب إليه رسول الله (صلّ الله عليه وآله):

” بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله (صلّ الله عليه وآله) إلى أكثم بن صيفي، أحمد الله إليك، إن الله أمرني أن أقول: لا إله إلا الله، أقولها وآمر الناس بها، الخلق خلق الله، والأمر كله لله خلقهم وأماتهم وهو ينشرهم وإليه المصير، أدبتكم  بآداب المرسلين، ولتسألن عن النبأ العظيم، ولتعلمن نبأه بعد حين ” .

فلما وصل كتاب رسول الله (صلّ الله عليه وآله) إليه جمع بني تميم ووعظهم وحثهم على المسير معه إليه، وعرّفهم وجوب ذلك عليهم فلم يجيبوه، وعند ذلك سار إلى رسول الله (صلّ الله عليه وآله) وحده ولم يتبعه غير بنيه وبني بنيه، و مات قبل أن يصل إليه (صلّ الله عليه وآله).

وقد أشار على قومه” بني تميم “في يوم الكلاب الثاني فانتصروا نصرًا كبيرا على مذحج وحلفائها من أهل اليمن وشارك في الغارات والمعارك والأيام مع قومه وخرج في وفد بني تميم والعرب إلى ملوك فارس.

وكان كل العرب تتقاضى عند أكثم بن صيفي ولاترد حكمه لشرفه ونزاهته وحكمته وأكثم كان كاتباً خطيباً، وكانت الملوك تكاتبه وتبادل معهم الرسائل التي تحمل في سطورها الحكمة والنصيحة ومن هؤلاء ملك هجر، وملك نجران، وكسرى وغيرهم من الملوك.

كما اشترك في وفد العرب إلى كسرى عندما استنقص الفرس من شأن العرب فخطب أمام كسرى وأبهره بفصاحته وحكمته وقد عاش هذا الرجل ونشأ بين أفراد قبيلته وولد في قبيلة بني أسيد أحد قبائل بني تميم التي اشتهرت بالحكمة والشرف.

وتعد قبيلة تميم من أكبر وأشهر قبائل العرب في الجاهلية وأشدها بأسًا وقوةً وامتازت بمكانة عالية لدى القبائل العربية الأخرى لكثرة عدد أفرادها حتى امتلأت منهم البلاد، وهي قبيلة مضرية انتشرت في مناطق واسعة وكبيرة وعندما بعث النبي محمد صلّ الله عليه وسلم كان في ذلك الوقت شيخا كبيرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى