خالد إدريس يكتب لـ «30 يوم» : يوم لن ينساه الصحفيون

سيظل العاشر من يونيو كل عام، ذكرى عطرة تفخر بها نقابة الصحفيين المصريين، إذ يحتفل الصحفيون المصريون فى هذا التاريخ بيومهم الوطنى، يومٌ لا يُخلد فقط المهنة، بل يُخلد شجاعة من حملوا القلم سلاحًا فى وجه من حاول اغتيال حرية الصحافة، يومٌ عظيم شهد ملحمة من النضال الجماعى حين تصدى الصحفيون لقانون كان بمثابة «اغتيال لحرية الصحافة».
شرف عظيم أن أكون أحد المشاركين فى هذه الملحمة مع كتيبة الوفد الوطنية بقيادة الراحل العظيم الاستاذ جمال بدوى الذى ألقى كلمة مدوية فى اجتماع تاريخى بنقابة الصحفيين، ففى عام 1995، فوجئ الوسط الصحفى بمشروع القانون رقم 93 لسنة 1995، الذى وُصف بـ«القانون المشبوه». هذا القانون لم يكن مجرد تشريع جديد، بل كان هجمة شرسة على الحريات الصحفية، حيث تضمن عقوبات سالبة للحرية بحق الصحفيين فى قضايا النشر، وقيودًا غير مسبوقة تهدد استقلالية الصحافة وتكمم الأفواه.
لم يتأخر الرد كثيرًا، ثار الصحفيون المصريون، من مختلف الاتجاهات والانتماءات، توحدوا فى موقف واحد: الرفض الكامل لهذا القانون. وانعقدت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين فى مشهد غير مسبوق من التلاحم الوطنى، حيث انتفضت الجماعة الصحفية دفاعًا عن كرامة المهنة وحق المجتمع فى إعلام حر.
تحولت نقابة الصحفيين إلى قلعة مقاومة، وخرجت من أروقتها صيحات «لا لقانون تكميم الصحافة»، وامتد التضامن إلى الشارع المصرى، حيث أيد المواطنون حقهم فى صحافة حرة ومستقلة. وأمام هذا الضغط الشعبى والنقابى، تراجعت السلطة، وتم إسقاط القانون.
لم يكن 10 يونيو مجرد يوم انتصار، بل تحول إلى رمز. رمزٌ لإرادة جماعية تنتصر للكلمة، وتُجسد قوة النقابة فى مواجهة الاستبداد. ومن هنا جاء إقرار هذا اليوم كيوم رسمى للصحفى المصرى، ليس احتفالًا فقط، بل تذكير دائم بأن حرية الصحافة ليست منحة، بل حق يُنتزع.
واليوم، وبعد مرور ما يقرب من ثلاثة عقود، تظل ذكرى هذا اليوم حية، تُلهم الأجيال الجديدة من الصحفيين للتمسك بمبادئ المهنة، والإيمان بأن الصحافة الحقيقية تقف دائمًا فى صف الحرية، وأن الكلمة الحرة هى خط الدفاع الأول عن كرامة الوطن والمواطن.
علينا ألا ننسى هذا اليوم العظيم الذى يذكرنا أننا قادرون على المضى قدمًا فى سبيلنا نحو الحرية والديمقراطية، قادرون على الذود عن حريتنا وحرية أقلامنا، قادرون على الصمود فى وجه الفساد، نفخر بأننا قلعة الحريات التى يُضرب بانتخاباتها المثل فى الديمقراطية والحرية، وتسعى كيانات كثيرة لتحذو حذونا، أكتب للأجيال الجديدة التى لم تر هذا اليوم العظيم ولم تشارك فيه، عليكم أن تفخروا بنقابتكم وبالجيل الذى تصدى لهذا القانون المشبوه.. ارفع رأسك فوق أنت صحفى.
khalededrees2020@gmail.com