السفير مدحت القاضي يكتب لـ «30 يوم» : لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ يتم إدماج العناصر الإرهابية داخل الجيش الحكومي!؟ .. حالة الايجور والجيش السوري

[١] وهل الجيش الحكومي الرسمي في هذه الحالة يظل مُتصفاً بكونه الجيش الوطني!؟.
[٢] وإلى أي مدى تتهدد مصالح وإستقرار دول الجوار ودول أُخري أجنبية من تَبِعات هذا القرار!؟.
[٣] هل ما تقرر وتم إعلانه أمس ما بين أحمد الشرع و الايجور؛ هو مُجَرّد أحد تناقُضات و لوغاريتمات ترامب!..
[٤] نعم، أميركا تعطي الضوء الأخضر للحكومة السورية في قضية حساسة تخشاها دول عربية وأجنبية.. لضم {مقاتلين أجانب} للجيش السوري .. ركيزتهم من الايجور.
[٥] كان لي سبق الكشف ولأول مرة عن حقيقة وتفاصيل تواجد الايجور (وهي إحدي ٥٥ أقلية عرقية معترف بها داخل الصين) داخل سوريا.
[٦] وهذا ما كشفناه في كتابنا “صناعة!..وتصدير الإرهاب؟” في مايو ٢٠١٥ – وأدرجنا به وبشكل مُوَثق ولأول مرة أسماء وأعداد وصور عناصر صينية جاءت مع عائلاتها الي سوريا في مارس وأبريل ٢٠١٤.
[٧] وبسبب ظهور كتابي هذا، تلقيت بعد أقل من شهر، دعوة رسمية لزيارة الصين من رئيس أركان الجيش الصيني، وتمت (الزيارة الأولي) بالفترة من ٤ الي ١٤ يونيو ٢٠١٥.
[٨] واليوم، وبعد ١٠ سنوات مما تحدثت عنه ونشرته، تؤكد الحالة السورية حالياً صدقية ما سبق وتنبأت به، وصِحة ما ذهبنا اليه من تقديرات.
[٩] ولقد نشرت اليوم “الشرق الأوسط” حيال الموضوع ما قاله توماس براك، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى سوريا، من إن الولايات المُتحدة وافقت على خطة طرحتها القيادة السورية الجديدة للسماح لآلاف من المقاتلين الأجانب، الذين كانوا في السابق ضِمن المُعارضة،بالانضمام إلى الجيش الوطني، شريطة أن يحدث ذلك بشفافية.
[١٠] وذكر 3 مسؤولين دفاعيين سوريين أن الخطة تنص على انضمام نحو 3500 مقاتل أجنبي، معظمهم من الإيجور من الصين والدول المجاورة، إلى وحدة مٌشَكّلة حديثاً، وهي «الفرقة 84» من الجيش السوري، والتي ستضم سوريين أيضاً.
[١١] ورداً على سؤال من «رويترز» في دمشق عما إذا كانت واشنطن وافقت على دمج المقاتلين الأجانب في الجيش السوري الجديد، قال براك، الذي يشغل أيضاً منصب السفير الأميركي لدى تركيا: «أعتقد أن هناك تفاهماً وشفافية».
وأضاف أنه من الأفضل إبقاء هؤلاء المتشددين ضمن مشروع للدولة بدلاً من إقصائهم، ووصف كثيرين منهم بأنهم «مخلصون للغاية» للإدارة السورية الجديدة.
[١٢] وكان مصير الأجانب، الذين انضموا إلى «هيئة تحرير الشام» خلال الحرب التي استمرت 13 عاماً بين المُعارضة والرئيس السابق بشار الأسد، من أكبر القضايا الشائكة التي تعوق التقارب مع الغرب منذ أطاحت «الهيئة»، وهي فرع سابق لتنظيم «القاعدة»، بالأسد، واستولت على السلطة العام الماضي.
[١٣] وكانت الولايات المُتحدة حتى مطلع مايو الماضي على الأقل تٌطالب القيادة الجديدة باستبعاد المقاتلين الأجانب من قوات الأمن.
[١٤] لكن نهج واشنطن تجاه سوريا شهد تغيراً كبيراً مُنذ جولة ترمب في الشرق الأوسط الشهر الماضي.
[١٥] ووافق ترمب خلال هذه الجولة على رفع العقوبات المفروضة على سوريا مُنذ عهد الأسد، والتقى الرئيس السوري أحمد الشرع (ابومحمد الجولاني) في الرياض، وعيّن براك مبعوثاً خاصاً له.. وهي أمور تمت بوساطة وجهود سعودية.
[١٦] وقال مصدران مقربان من وزارة الدفاع السورية لـ«رويترز» إن الشرع والمقربين منه حاولوا إقناع محاورين غربيين بأن ضم المقاتلين الأجانب إلى الجيش سيكون أقل خطورة على الأمن من التخلي عنهم، الأمر الذي قد يدفع بهم إلى الانضمام مجدداً إلى تنظيمَي «القاعدة» أو «داعش».
[١٧] وسبق وانضم آلاف الأجانب لجماعات معارضة سورية مسلحة مُنذ مرحلة مبكرة في الحرب الأهلية التي دارت على مدى 13 عاماً بهدف القتال ضِد الأسد والذي تلقى بدوره مُساعدة من جماعات مسلحة مدعومة من إيران.
[١٨] وبينما شَكّل بعض المقاتلين جماعاتهم الخاصة، انضم آخرون لجماعات قائمة بالفعل مثل تنظيم «داعش». وأعلن ذلك التنظيم قيام دولة «خلافة» على مساحات شاسعة من سوريا والعراق من قبل لفترة قبل أن تلحق به الهزيمة قوات تدعمها الولايات المُتحدة، وأخرى تدعمها إيران.
[١٩] واكتسب المقاتلون الأجانب داخل «هيئة تحرير الشام» سمعة باتسامهم بالولاء والانضباط والخبرة العسكرية، وشكلوا العمود الفقري لوحدات النخبة في الجماعة. وحاربوا ضِد تنظيم «داعش»، وضِد فروع من تنظيم «القاعدة» اعتباراً من 2016 عندما نأت الجماعة بنفسها عن تنظيم «القاعدة» الذي أسسه أسامة بن لادن.
[٢٠] والمقاتلون الإيجور من الصين ووسط آسيا هُم أعضاء في «الحزب الإسلامي التركستاني» وهو جماعة تصنفها بكين على أنها إرهابية. وقال مسؤول سوري ودبلوماسي أجنبي إن الصين سعت لتحجيم نفوذ تلك الجماعة في سوريا. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: «الصين تأمل في أن سوريا ستعارض كل أشكال قوى الإرهاب والتطرف استجابة لمخاوف المجتمع الدولي».
[٢١] وقال عثمان بوغرا وهو مسؤول سياسي في «الحزب الإسلامي التركستاني» لـ«رويترز» في بيان مكتوب إن الجماعة حلت نفسها رسمياً، واندمجت في الجيش السوري. وقال إن الجماعة تعمل حالياً بالكامل تحت سٌلطة وزارة الدفاع، وتلتزم بالسياسة المتبعة في البلاد، وتحافظ على عدم الارتباط بأي كيانات أو جماعات خارجية. وفي ديسمبر تسبب تعيين عدد قليل من المتشددين الأجانب السابقين، الذين كانوا من أبرز قيادات «هيئة تحرير الشام»، في مناصب عسكرية بارزة في إثارة قلق حكومات غربية، مما زاد من المخاوف المتعلقة بتوجهات القيادة الجديدة لسوريا.
[٢٢] وظلت مسألة المطالبة بتجميد تلك التعيينات وطرد المقاتلين الأجانب من النقاط الأساسية الحساسة مع واشنطن ودول غربية أخرى لحين الاجتماع المهم الذي جمع بين ترمب والشرع بالرياض مُنذ ٣ أسابيع (في ١٤ مايو في لقاء هو الأول مُنذ ٢٥ عاماً يجمع بين رئيس سوري ورئيس أمريكي).
[٢٣] وقال الشرع أمس إن المقاتلين الأجانب وأسرهم قد يحصلون على الجنسية السورية لدورهم في مٌحاربة الأسد!.
[٢٤] وقال عباس شريفة، وهو خبير في الجماعات المتشددة من مقره في دمشق، إن المقاتلين الذين جرى ضمهم للجيش أظهروا الولاء لقيادة سوريا، وخضعوا لما وصفه بتنقيح أيديولوجي. لكنه تابع قائلاً إنهم قد يصبحون فريسة سهلة لتنظيم «داعش» وجماعات متطرفة أخرى في حال التخلي عنهم.
[٢٥] الحالة السورية اليوم، تجعلني أتساءل إذا كُنا نستهجن او ننتقد مدي معقولية وشرعية إستباحة الاستعانة بعناصر مُسلحة {أجنبية} لتكون جزءاً من منظومة الجيش الحكومي، فماذا عن معقولية وشرعية الاستعانة بعناصر مُسلحة {داخلية} لتأدية مهام وطنية!.
[٢٦] في ضوء ما سبق لي عرضه وتناوله، يكون أيضاً من أسئلتي المشروعة : هل صار التخوف من داعش يُجبِر أنظمة علي تقديم تنازلات!، أم هي داوها بالتي هي الداء!.
[٢٧] وبالتالي الجنسية صارت – من جديد – ليست معياراً للوطنية!، وبالتالي لا يصير إتصاف الجيش بأنه الحكومي الرسمي في هذه الحالة مُتفقاً بكونه الجيش الوطني!.
[٢٨] وماذا عن علاقة الشرع ب إسرائيل، والتواجد الإسرائيلي داخل سوريا، في تأمين او إهدار ما سبق!.
[٢٩] وكذا دور وتأثيرات كلًا من تُركيا، وإيران، في ظِل إهتمام سعودي، ورعاية أمريكية!..
[٣٠] وللحديث ألف بقية!..
اقرأ أيضا
السفير مدحت القاضي يكتب لـ «30 يوم» : المسكوت عنه في واقعة موت أحمد الدجوي حفيد ماما نوال