هشام الهلوتي يكتب لـ «30 يوم» : مرارة العيد في حلق أصحاب المعاشات

ساعات قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، وسط حالة من الإحباط الشديد التى تسيطر على المواطنين بسبب الغلاء الفاحش، لجميع السلع بشكل عام ولأسعار اللحوم بشكل خاص والتى عجز عن الاقتراب منها شرائح كثيرة من المجتمع.
فى قلب هذا المشهد الاجتماعى البائس تقف فئة أصحاب المعاشات كواحدة من أكثر الفئات تهميشا، تعانى من تجاهل الدولة لمطالبها برفع الحد الأدنى للمعاشات إلى سبعة آلاف جنيه أسوة بالحد الأدنى للأجور.
فهذه الفئة من البشر ليست عالة على المجتمع ولا تستحق هذا المصير من التجاهل والإذلال، فهؤلاء المواطنين أفنوا أعمارهم فى خدمة الوطن فى قطاعات الدولة من التعليم، والصحة، والزراعة والسياحة والصحافة والاعلام، وغيرها، ومن غير المنطقى ولا الإنسانى أن تترك الدولة هؤلاء يتجرعون المذلة والمهانة بسبب العجز عن تدبير تكاليف الحياة واحتياجات أبنائهم فى هذه السن، وليس من الطبيعى أن يضطر من كان وكيلا لوزارة ما أو مديرا عاما أن يعمل سائقا أو عاملا فى مقهى أو كاشير فى مطعم، فى ظل تجاهل الدولة لاحتياجاته ومطالبه بالعيشة الكريمة.
هذه الفئة من المجتمع وما أكثر الفئات المطحونة تحت وطأة الضغوط والغلاء لا يشعرون بفرحة العيد، فالمعاش بالكاد يصل به إلى منتصف الشهر أو أقل فمن أين له تدبير اثنين أو ثلاثة كيلو من اللحوم لكى يشعر بالفرحة!
هل يليق بمن كان يومًا قيادة أو فى وظيفة محترمة أو معلم اجيال له شأن أن ينتظر من يتصدق عليه بكيلو اواثنين فى هذه الأيام المباركة.
اعتقد انه قد آن الأوان لكى تنظر الدولة إلى أصحاب المعاشات وعددهم أكثر من ١١مليونًا بعين العدل والرحمة فلم تعد الزيادات السنوية البسيطة فى المعاشات تواكب جنون الأسعار، ولا تكاليف العلاج أو المعيشة.
والنسبة التى حددتها الدولة ب15%، لاتغنى ولا تسمن من جوع وتتبخر بفعل التضخم وارتفاع أسعار السلع الأساسية، خاصة فى ظل تحرير سعر الصرف وارتفاع أسعار الطاقة والدواء.
ومن هذه الزاوية أؤكد أن أصحاب المعاشات ليسوا عبئا على الدولة، بل هم آباء وأمهات واجداد هذا الوطن، بنوا مؤسساته وعلموا أبناءه وقدموا له زهرة شبابهم، اليوم، وهم فى أضعف حالاتهم لا يطلبون سوى حياة كريمة، فهل تستجيب الدولة وتعيد النظر فى أوضاعهم؟
اقرأ أيضا:
أصحاب المعاشات في انتظار حكم تاريخي لـ القضاء الإداري بتطبيق الحد الأدنى للأجور
المعاشات.. المتقاعدون القدامى ينتظرون العلاوات الخمس.. والجدد يبحثون عن تحسين أوضاعهم